خطة التدخل الموريتانية: “أعلاف بيومترية” و قارئ لبصمات “اطراريم” الابل”/ الشيخ بكاي
بطاقة بيومترية” للصحفيين.. محاولة لم تر النور أعلن عنها قبل شهور، وكنت من بين الذين لم ترد أسماؤهم ضمن المقترحين لنيل البطاقة الصحفية تلك…
ذلك أمر لا يثير أي استغراب، فأنا ببساطة لست صحفيا ولا أستحق حمل البطاقة…
وعموما روجع الموقف مني فوصلني اتصال هاتفي من أهل “البيومترية” يؤكد أني سأنال البطاقة.. (وأعود هنا إلى القليل من الجدية فأشكر وزير الثقافة وقتها على ذلك الاتصال)…
ولله الحمد اختفت المحاولة “البيومترية” تلك،، وحلت مكانها محاولات لوضع نصوص قانونية تحدد من هو “بيومتري” من غيره…
ولعل الغريب هنا أن تنقل الوزارة المكلفة بالابل والبقر والغنم، تجربة فاشلة للوزارة المكلفة بالثقافة والصحافة والرياضة فتَعِد المنمين بـ” علف بيومتري”..
ربما كانت مسألة التشابه قائمة.. قد يكون “رب الماشية” أراد أن يقول لرب “الثقافة والصحافة”: ” الابل تاكل العلف، والصحافة تأكله أيضا”… و”هناك البقرة العليف”، و”الصحافة العليفة…”. .لافرق إذن، فذاك يسير علائف حيوانية، والآخر علائف صحفية”..
قد يسأل البعض: ماذا عن الحمير؟..وهل للحمير رب وعلف؟؟وقد يكون الجواب أن الحمير لا ترعى مع الدواب الاخرى، وهي تعلف بعيدا عن ألاعين… وقد يكون الجواب أيضا أن السؤال غير ذكي مثل بعض الامور….
فكرت في البداية وأنا أقرأ الخبر على موقع محلي أن الامر كذبة مثل التي يقدمها معظم المواقع في شكل شبه يومي، غير أنني أعرف أن هناك موقعا لا يستطيع أن يكذب حينما يتعلق الامر بنقل تصريحات المسؤولين ، هو موقع “الوكالة الموريتانية للانباء” التي تملكها الدولة…
تقول الوكالة حرفيا:”… أوضح معالي الوزير أن قطاعه بصدد تجسيد خطة تمنح لكل منم بطاقة بيومترية تميزه عن غيره وتمكنه من الحصول على حصته من العلف والأدوية”.
الانطباع الأول الذي يخرج به قارئ الخبر يذكر بتعليق بعضهم على برنامج “الرشاد” حينما فرض أيام الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز.. شبه بعضهم الرئيس أيامها بكهلة بخيلة تجلس “گدام الدبش واتمرگ منو الدگ كيلة ول اثنتين”..
هذا “العلف البيومتري” يعطي الانطباع بأن الكميات قليلة ومخصصة لصاحب الشاة والشاتين في القرى والمدن…
ويسقط في وحل العبثية من ينظر بعمق إلى فكرة توفير بطاقات بيومترية لكل ملاك الماشية في البلد… فهي عملية شبه مستحيلة ويتطلب إنجازها وقتا طويلا ومالا وفيرا..
أما الوقت فهو غير متاح، فعملية التدخل التي أعلنت عنها الحكومة ينبغي أن يشرع فيها قبل دمار الثروة الحيوانية أي قبل ما نسميه “لگريس”..
والمال، هذا ينبغي أن يصرف في توفير الاعلاف لا في صفقات إصدار “البطاقات العبثية”…
وإذا كان لابد من إصدار هذه البطاقات فإن الأفضل أن يبعد الوزراء والنواب والعمد والولاة والحكام وكل النافذين عن العملية… وأن يوضع العلف وراء أبواب لها أقفال بيومترية ذكية، مع قارئ بصمات “اطراريم الحيوان” وتعليق تطبيق ويفي WIFI في رقاب كل الدواب، يتم عبره الاتصال بينها والمعالف والعلافين…