“لكْمامه” و “آسوادير”.. صفقة “الشرويطه”
لم أعارض “تغماس” “اكمامة” علم البلاد في الحبر الأحمر، ولا صبغ “أسوادير” نعله.. ولا أخفي أني لا أحتفي بالقادم الجديد مغموسا في “الشرك الأحمر”.. ما يهمني هنا – ومن باب “لغْبه” فقط – أن أعرف هل صحيح قول مدافعين مستمتين في الدفاع عنه إنه لن يكلف إلا القليل من المال ؟.. ويهمني كذلك أن أعرف من سترسو عليه الصفقة؟…
“كلام تافه”.. يُتَفِّه “المقدسات” ويعتبر العلم “الوطني” “شرويطة”.. ولا يَغضِب صاحبه مع “غضبة” “المناضلين”، ولا يفرح لانتصار ” الوطنيين” في وجه “أعداء الوطن”…
ليكُن.. أقصى ما يمكن أن يوصف به هذا الكلام هو أن يكون جزءا من حملة التتفيه العامة للقيم والمقدسات والمبادئ التي أنتم في معظمكم أبطالها حكاما و”مناضلين” و”وطنيين”..
صفقة “لكْمامه” تافهة ولا ينبغي طرحها في هذا الجو المشحون بالعواطف “الوطنية” النبيلة التي يثيرها تعديل دستوري يلقي بالبلاد إلى الهاوية في نظر المناضلين و”أعداء الوطن”، ويرفعها إلى الأعالي بالنسبة إلى “الوطنيين” ورثة “المجاهدين”.. لكنني أرى طرحها مبررا.. ألم تحولوا البلد كله إلى صفقة مُسِخ بعضكم بسببها ذبابا يرتاد أقذر الأماكن من أجل أن ينال نصيبا، ويقيم البعض المآتم لأنها أخطأته؟…
في قادم الأيام سيكون لـ”لكمامه” حديثها المالي. وفعلا بدأ البعض يكتب أن وراءها صفقة “مالية” للواقف خلفها.. سوء نية كالعادة، وتحميل كل تافه ما لا يستحق.. هذه أساليبكم.. ولا ألوم من تعشش في نفوسهم هذه الأفكار، فالتجارب مريرة، وهي تعلمنا أن “التجارة” حاضرة في معظم ما يقام به…
يبدو أنني قسوت على “الشرويطة” و”كْمامتْها”.. ورغم أن هذا حقي في بلد يحتقر رموزه ومقدساته ويتخلى بلؤم عن ثوابته، فإنني سأحتفي بها وبخطيها الأحمرين إذا جعل “رب الشرويطة” من طلائها العلوي “خطا أحمر” أمام الدعوات العرقية والفئوية والقبلية.. ومن “حزامها” السفلي سدا منيعا يحمي الموريتانيين من السقوط في هاوية الفقر والجهل، والمرض والظلم، والمذلة القاتلة من أجل لقمة العيش..
هنا سينحني لها الوطنيون الحقيقيون في الموالاة و المعارضة وخارجهما، وهم موجودون، لكن أصواتهم ضائعة وسط زحام الانتهازيين والغاضبين والغوغاء.. ومن دون هذا ستظل “شرويطة” قابلة للحرق في أي وقت…
الشيخ بكاي