تعالوا نتحرر..! فكوا الاقواس… / الشيخ بكاي

نحن “أسرى” ..”سبايا” “رهائن”… وحان أن نخلص أنفسنا من “قطاع الطرق”…
(القبيلة) بضاعة في يد فئات منها الوارث، ومنها اللص، ومنها من أنبتت له الانظمة المتعاقبة عضلات وشحم أكتاف..
و(الحراطين) هشيم يتاجر برماده أباطرة “الكوكايين” الشرائحئ،و (لمعلمين) يحاول “سُلطاءُ ،و سَلائطُ” تحويلهم إلى سبايا و أسرى ينادى عليهم في سوق النخاسة.. وقس فئات أخرى على (الحراطين) و(لمعلمين)…
و(لعرب).. هؤلاء أصدقائي ولن أتحدث عنهم كما يفعل كثيرون من الذين ينتقدون الآخرين ويسكتون عن سلبيات أهلهم ومن يحبون… وهم أيضا أصحاب “تزبوت اطَّيْحْ في ازْرَبْ”… ويمنعني أيضا أمرٌ آخر لن أبوح به…
ولكن هل من العدل أن أترك (لعرب) خوفا أو حبا…؟
إنهم كانوا يأكلون لحم الغزال والخلق ينظرون.. وكانوا يرعبون ماشيتنا بأصوات الرماية يتنافسون فيها..
أما (الزوايا)… و “ما أدراك ما الزوايا”…!!.. هؤلاء لن أقصر عن وصفهم بما يستحقون..
ومثل كثيرين من الذين يُصِمون آذاننا بالصراخ، سأحجب الجيد من “شيم الزوايا”، فهم من جهة “لحويط لگصير”، ومن جهة ثانية يستحقون العقاب لغموض بعضهم، ولِما أنعم الله به عليهم مما لست ذاكره لئلا أتهم بالانحياز إلى هؤلاء “الظَّلمة”..
لقد احتكروا العلم، ووضعوا مقاييس الجمال والأخلاق والقبح.. ووقفوا بين الناس والفضيلة، ووضعوا أنفسهم في أبراج عالية بفضل هذه “المقاييس”، و بفضل علمِ منعوا أبناء الفئات الأخرى من الوصول إليه.. نعم أيضا اختار هؤلاء “الظلمة” لكل فئة مهنتها ومكانتها الاجتماعية.. لن ينقم مني أي “زاوي” أن أنقل ما يعتبره هو افتراء علي فئته، ويعتبره غيره حقيقة ..
والكذب ..؟ لِمَ لا أمارسه أنا أيضا؟.. الغالبية هنا تكذب.. الحكومة تكذب.. والمعارضة تكذب.. ومشعلو نيران الفئوية والعرقية يكذبون… وبائع الهواتف المستعملة يكذب.. ومن الصحفيين من ينبتون اللحم بالسحت، وتدبيج الأكاذيب…
بقي (إيگاون).. هؤلاء منهم المختار ولد الميداح ، و ول عوه وسيدي ولد دندني ، والمعلومة، والنعمة.. وكمبان وأبتي، وياسين، وولد أحمد زيدان .. وعُليه.. ومئات الفنانين الرائعين والاسر المحترمة التي لا يعني عدم الإشارة إليها هنا أي تجاهل.. ومنها أهل انقيميش وأهل انكذي، وأهل أيده وأهل آبه….ولأن الاسر كثيرة فضلت هذه الطريقة التي لن يفهم منها ذكي إلا الاحترام للكل..
صابعي تسابقني لأكتب أسماء فنانين وفنانات كتبها التاريخ قبلي بأحرف من نور، لكن ما أنا بكاتب.. أطال الله أعمار الاحياء ورحم الموتى…
من يستطيع أن يقول شيئا في الفنانين؟.. لا أحد.. وسأكون له بالمرصاد إن هو فعل.. سأهمس فقط في أذن إحداهن:” طوروا ما شاء لكم التطوير، لكن اتركوا قلة منكم في (لمْدَنَّه)”…
نحن نعيش حالة تحول عميقة وجارفة:
تاجر “المنكب” والسائق، والبواب، والسكرتيرة يتحولون إلى صحفيين من ذوي الشأن، وكان في مقدورهم أن يبدعوا في مهنهم الاصلية ولا يفسدوا مهنة لايعرفونها..
والبعض يزور أنسابا ويخيل إليه أننا متنا، و أن المكتبات احترقت؛ ولذا كثُر (الشرفة)، و(لست منهم، ولا أريد)، لكن سمعت أن في ادعاء الشرف إساءة إلي سيد الخلق..
من بيننا من يريدون أن يكونوا (زنوجا)، ومن بين (الزنوج ) من يريدون أن يكونوا عربا حميريين
ومن بين (الزوايا) – وأقول: (الطلبه!! يا الطلبه!!!- من يريدون أن يكونوا طوارق…
كونوا “حجارة أو حديدا”.. طوارق.. أمازيغ إن فضلتم التسمية… كونوا من أصول هندية أو أوروبية إن شئتم.. لا يهم.. العروبة ثقافة وانتماء، ولا تقوم على النقاء العرقي..
شعر أنني من هذه الفئات كلها.. يمكنني أن أكون “امعلم”.. فقد تعلمت القرآن مثلهم، وأنا مثلهم “فاره” في “المونتاج” الإذاعي ولي معرفة بالتلفزيوني..مَرَّةً ونحن في سن المراهقة ذهبت وابن عم لي إلى حي بدوي “نزل” غير بعيد.. نظرت إلينا امرأة وقالت ” اطوال، والوانكم، حمر، وروصكم صبط… وفيكم دم لمعلمين”..
أسرعت في الرد مدعيا لكل واحد منا اسرة حدادين عريقة..
قالت إن عندهم أغراضا بحاجة إلى الاصلاح ..
أخذنا الاغراض إلى معلم القرآن الذي هو “امعلم” فأصلحها وأعدناها إليهم، وقلنا إننا نتخلى عن “التمناط” لأنهم “نزلوا” بالقرب منا..
يصلح في أن أكون “حرطاني” فمعظم الذين أنتسب إليهم سود البشرة، ويسمعون “هول البظان”، وتضحكهم نكتهم ، ويلبسون الدراعة والملحفة، ويأكلون “كسكس ” و يحبون “العيش الصالح” و”عيش الروص” و “عيش إيگجان” و”متري” و “تيشيلاط”.. ويحرثون ا لارض بـ” إيواجلن” أيام كانت “تقليت” و” آدلـگان” الغذاء الغالب، ومنهم من يحرثها الآن بيده ( أواجيل) مثل بعض “الحراطين”.
يصلح في أن أكون زنجيا فأنا إضافة إلى اللون الغالب على الاسرة، إفريقي، و لي جدة زنجية رحمها الله توفيت وهي تصر على أن تتحدث لغتها.. وقد حرف الناس اسمها بحيث أصبح ” فاطمه منت گنگره ممدو”..
وقد يعتقد البعض أني لا أستطيع أن أتحول إلى “إيكيو”..أستطيع.. أستطيع أن أكون “إيكيو خايب”، مع أن “الخائب يعرف الموسيقى وأنا أجهلها..
ومع ذلك سأكشف سرا لعله يشفع لي: حفظت لحنا جميلا وضعته الفنانة المعلومة منت الميداح في الثمانينات.. كان لأغنية لم تتم… أحببت اللحن، واخترت له من بين محاولاتي التي لا تدعي الانتماء إلى الشعر كلمات بالوزن نفسه، ومن “اللون” نفسه…
المعلومة نسيت اللحن.. تحدثنا عنه مرات ، فلاهي تذكرت، ولا أنا جرؤت على أدائه أمامها…
ولأن انتمائي للفنانين مهم جدا ، قد أفكر في أن أسجله وأنا في السيارة بعيدا عن الناس، في إحدى رحلاتي إلى تـگانت..
“الزوايا” هؤلاء أعرفهم ، ويمكنني التسلل إليهم عبر اسمي ( الشيخ) .. أليس من بينهم الكثير من الشيوخ والمشايخ الذين لن أقول فيهم إلا ما قيل قبلي… ولهم مني كل التطمين أني لا أبحث عن أتباع، ولا هدايا.. وأنا” شيخ نفسي” فقط.
و”لعرب”…؟ سأضيف الفا تجعل الاسم صحيحا (العرب). وأنا بالتالي منهم مادامت العروبة لا تعني نقاء عرقيا.. ومنهم “الزوايا” و”لحراطين” و”لمعلمين” وغيرهم من فئات مجتمع “البظان”..
لم أطلق في عمري إلا رصاصة واحدة من مسدس 7 مم كنت أجربه بعد اقتنائه.. لكن سمعت من الجدات أخبار حروب وبارود وعصي..
و(لعرب) أنفسهم لم يعودوا أصحاب “مدفع”.. أصبحوا مثلي تماما يبحثون عن دولة تُظِل الجميع ، تؤمِّن الجميع.. وتعلم وتداوي وتساوى الكل في العدالة.. لا فرق بيننا إلا (الاقواس) التي وضعت بينها اسم كل مجموعة.. تعالوا نفك الأقواس ونبحث معا عن دولة العدل والمساواة وتكافؤ الفرص..