في يومها العالمي هذه ثلاثة نصوص فيها / الشيخ بكاي
في اليوم العالمي لها فكرت في أن أكتب فقط: “أنت …” وأصمت…
عدلت عن ذلك بإعادة نشر هذه االنصوص الثلاثة التي يفصل بين ميلاد كل واحد منها والآخر عدد من السنين، لكن تجمع بينها وحدة “الشخوص”… ووحدة “التجربة”…
كتبت آخرهذه النصوص قبل شهور وهو قصة قصيرة جدا بعنوان:
“اللوحة”:
تحولت اللوحة الى كائن ينبض بالحياة.. يتحدث.. يوزع البسمات، ويهذي بكلام الصوفيين…
قال عصفور أزرق يقف غير بعيد: ” حلت فيها روح رابعة العدوية بعد أن عبدها اليونان ربة للجمال، واستلهم منها دافينشي ظلال جوكوندته، ومنها صيغت أسماء القديسات”.
لم يكن نائما ولا واقعا تحت تأثير مخدر، لكنه وجد نفسه يرقص في السماء السابعة ثملا بخمرة ابن الفارض وشطحات الحلاج، ووجد أبي مدين الغوث…
عاد الى الارض تطارده الهواتف:
“انت كائن من طين”.
قال :”نعم… وتذكرت أيضا زلزالا وقصيدة شعر، وما يشبه الجنون”…
امتطى صوت ضحكة ومضى يعبر الزمن ينفخ نايه للحب ويندب الحلاج…
والثاني” :
قصة قصيرة بعنوان ” الصورة”:
أيقظت صورة جرحا قديما..
قرأ الجرحُ تعويذة شعرية عمرها أقل قليلا من ربع قرن..
دبت حياة في الصورة.. وأطلت غزالة ترعى في خميلة الحلم المستحيل…
قال مغلوب على أمره: “لأتخذن عليها مسجدا”…
والثالث:
هو التعويذة الشعرية المذكورة في القصة، وقد كتبت قبل النصين بسنوااااات وهي بعنوان “بوح إلى القمر”..
نشرت هذا النص النثري في صحيفة “المراقب” باسم مستعار وفي ركن بعنوان “تباريح معتوه” قررت وقتها أن أنشر فيه نصوصا ذات طبيعة خاصة.. ونشرته العام الماضي باسمي وفي ركني المعروف “خطوط على الرمال” :
تقول:
” عيونك تفضح سرا…
وأسمع منك كلاما (…)
أكذب أذنَيَّ فيه..”
وتهرب مني..!
وتمثل سبع عجاف من التيه فيك.. إليك.. وعنك.. إلى حلم لا يكونُ
وأصمت صمت العواصف أصغي
لنار تَفَجَّرُ فيَّ، وتذكي حنيني إليكِ
ويحملني الأمس للامس نايا تَحَطَّمَ منذ المقدرُ كانَ..
ألا فاسمعي:
أحبكِ…
لا تغضبي!
أنا حبة الرمل بين الفجاج تَقاذَفُني الريح منذ أتيتِ
من البحر ذات مساء ندِيٍّ
على صهوة الموج ثلجا وعطرَا
ولم أستشر في فنائيَّ فيكِ..وما ريشة الرب حين براكِ
تشربت حبري فكان القمرْ.. تباركت يد الذي صاغ الدرر..!
ولوكان لي الأمرُ ما كنتِ جرحا يؤرق ليلي ويسرق عمري؛
وكنا سكنا عيون السحابِ، وكان لنا الفجرُ بيتا يطيرُ
فنعلو.. ونعلو، فنسبح بين ذرات الأثيرِ
ونطفو على قمم الغيم نلهو، ونمرح فوق هضاب النجومِ
ونفترش الأفق الذهبي بعيدا ونلبس صافي النسيمِ
و نلعن هذا الزمان الشقيَّ…
(2)
ليلاي!
أتوب إليك..
غزالتي الشاردة..
سيبقى شعوري حبيس الليل الأجرد
صدى ينسحق بداخلي.. يعيش من رمادي
لن أبوح به إلا لهذه الورقة الناحلة.. أو ربما للقمرْ،
و نخيل آدرار وبطاح تكانت وجبالها ، وسهول العصابه..
سأحدث القمر عن هرولة النهدِ.. عن نزق الساقِ.. ودنيا العيون..
عن صوتك اللزجِ..وعني ألحس جراحي وسباخَ الملح على إيقاع الزمن الابله..
وأنت ستخرجين من منطقة الشك.. سأقتله كما تقتلني مشيتك الزلزالْ..
(3)
قيدي قوي وقيدك أقوى
وظلك يكفي
فلا تهربي
سأبقى أحبك جرحا دفينا
أحبك مهما طواكِ البعادُ
ومهما هربتِ..
أطارد فيك جمال الوجودِ
وأسجد لله فيك وأدعو…
وأصنع من نمنمات الخيالِ جنائنَ سحرٍ
تَرَاقَصُ فيها الصبايا وتنثر عطركِ..
لا تهربي
فظلك يكفي..
وحين يموت الزمانُ
وتُطوى بنا الارض طيا
ونمضي إلى عدم الموت صرعى
سيبقى خيالك حيا
يردد خلف رماد الزمانِ
رواية حب دفين حزين!!!
ش.ب