تباريح “مدمن”…/ الشيخ بكاي
أدمنت السجارة وأحببتها الى درجة أن أصبحت تجالسني.. أستمع الى حديثها عن الحب والحياة والربيع، والموسيقى، وأستنشق عطرها، وأسبح معها في غيم دخانها الازرق…
أدمنت ال “بي بي سي” أسلوبا مهنيا إل درجة أنني لم أعد قادرا على اتخاذ موقف أحادي الجانب في حياتي، وفشلت دائما في الانحياز الكامل إلى معسكر محدد.. أدمن دماغي وأذني النوم على أصوات مذيعي بي بي سي حتى بعد أن لم يعودوا بالهدوء والانسيابية التي طبعت فن الالقاء في المؤسسة العريقة…
أدمنت حب الأهل و”الأوكار” حد الذوبان، والتفريط، وتجاهل النذر التي كانت تطل من حين لآخر محذرة من عدم الاعداد لرحلة في مَجاهِل صحراء المستقبل…
ومنذ اختفى راديو بي بي سي من الاثير، دخلت معركة مع النوم الذي تحول إلى الجفاء مثل كثيرين يهجرونك عندما تفقد وضعية أو مصدر رزق..
لكنني مثلما أفعل مع اللؤماء الذين ينتظرون الوقت الذي تضعف فيه، وتكون في حاجة إليهم أو على الاقل إلى وفائهم، ينفضون من حولك، أمارس التجاهل، وتناسي أنه كان للئيم دور في حياتي.