ديمي التي هي جزء مني…/ الشيخ بكاي
كانت أختي صديقتي.. وكان بيت أسرتها بيتي.. سافرنا معا إلى الخارج .. وأدينا فريضة الحج معا..
هي الطفولة..أتذكر ضحكاتها وهي تسمعني أقف أمامها بوقاحة وألقي أمام شباب الرشيد بصوتي الخسن نشيد “شباب البلاد…” لأنفض عنهم الخجل من الغناء أمامها..
أتذكرها تغني معنا شبانا وشابات: “شبابي داعي واعليه امعول يضرب الاقطاعي كان يزول”..
أتذكر ضحكاتها مني ونحن بين المدينة ومكه في رحلة الحج وأنا أردد ” لبيك اللهم لبيك” لكي أسمع منها التلبية بصوتها الصافي الرقراق ( قبل وصولنا الميقات)…
أتذكرها تسخر مني بعد الطواف قائلة إني طفت بها 14 شوطا…
هي في ذهني أحلام الشباب.. هي الشعر والورد والموسيقى الحالمة.. هي الرشيد.. هي تكانت.. هي موريتانيا، وهي النضال ضد الاقطاع ،ومن أجل فلسطين، وضد الابارتايد…
رحمك الله أختي ستظلين تسكنينني..
يوم رحيلها دخلت علي امرأة وأنا أقرأ الفقرة الأخيرة من مقال تأبين للراحلة، فأغلقت الباب وقالت : ” لا ينبغي أن يرى الاطفال أباهم يبكي، لكنها اندفعت معي في ما تحذر منه…