أيها الموت…! / الشيخ بكاي
أيها الموت…!
فظيع أن يتحالف ضدي الموت والصدمة واللغة، فتصاب حروفي بالشلل، وأقف عاجزا عن أن أنزف كلاما…
فظيع أن أغرق في بحر من الحزن ولا أستطيع حتى العويل عبر حروف بيني وبينها عشرة عمر..
عرفت حروفي طيعة، وفية، تنجدني أوقات الشدة، لكنها الآن تبدو لئيمة خائنة متحالفة مع هذا العدو القاسي الذي اسمه الموت…
أيعقل أن أعجز عن النحيب نثرا أو شعرا …
أيعقل أن ترغمني الحروف على اللجوء الى المدامع على طريقة النساء والاطفال؟…
سامحوني إذا رأيتم عيني تنزفان دمعا… أو سمعتم نشيجا أحاول عبثا الا يفضحني…
إنها اللغة تتحالف ضدي مع الموت فلا تسمح لي بالتعبير عن الحزن الاليم…
أيها الموت إذا كنت استطعت أن تخرسني بتحالفك مع اللغة والصدمة فإن لي حلفاء يشتركون معي في الحزن على رحيل سيد احمد ولد اج الذي اختطفته..
اول حلفائي هو المجد الأثيل الذي أراه يتلوى ألما بعد أن تيتم …
والأيتام بعد رحيل سيد احمد كثر ولن أحصي منهم الآن إلا القليل…
نحن – أيها الموت – كلنا أيتام برحيله..
ومعنا في اليتم شيم المروءة و نقاء السريرة، والسمو والبذل…
و تبكيه معنا الحكمة والتواضع والحنكة السياسية والحضور القوى…
ولانك تحرمني – أيها الموت- القدرة على أن أنزف حبرا لن أقول الآن أكثر من هذا. وأعدك إذا أنت لم تختطفني أن أبكيه بالطريقة التي أريد بعد أن أجتاز الصدمة…
خلدك الله في فردوسه أيها الرجل العظيم، المتصدق، طيب السريرة…
إنا إلى الله راجعون.