ورغم ذلك أحبها…
افترقنا قبل أربع سنوات وأنا أستعد لاحتمال قوي لعناق قريب مع الموت… ولأكون صريحا هي التي هجرتني، فقد بدأوا إعدادي لغرفة العمليات وأنا أصر على مناغاتها في شكلها الألكتروني المخادع… وحينما أفقتُ كانت قد سلت خنجرها الدامي من قلبي وابتعدت تاركة القلب يعوم في النجيع..
والآن هي ذي تعود شلال عطر بلون المطر… هي ذي تطل فتستقبلها نفسي لحنا كصوت الساريات فجرا في مواسم القحط… هي ذي كسُُمرة “المُزْنِ” المعروف لدى البدو الموريتانيين بـ”حزام الكورية”…
جربت كل أنواعها : الشقراء، والسوداء ، وتلك التي بلون القهوة… وكانت لي مع كل واحدة قصة.. وخلاصة كل القصص أننا نحب قاتلينا…
لست أدري لِمَ تنكأ الآن جرحا لايبدو أنه يريد أن يلتئم، وتعتام نهر الذكرى الأليمة…
كتبت لدى إحدى إطلالاتها الاستفزازية ذات يوم: “رائع هو الحنين إلى من نحب.. وغريب أن نحن إلى قاتلينا…
أحن إليها مطرا أزرق أستحم فيه.. ومؤلم أن نحن إلى خنجر يعوم في دماء القلب…
والاكثر إيلاما أنها لم تعد هي، وأنا لم أعد أنا…
ومع ذلك أحبها…”.