خطوط على الرمال
ألا يمكن أن يشربوا من دون أن نموت؟/ الشيخ بكاي
حتى كتابة هذه المادة (الساعة الرابعة و النصف مساء) كانت وكالة “مورينيوز” الموقع الموريتاني الوحيد – من بين عشرة أساسية قرأت تغطياتها- الذي أورد وجهة نظر أهل تيجكجه في موضوع احتجاجات أمام الرئاسة ضد “سد الحنيكات” الذي تعد السلطات لبنائه..
وهنا أذكر زملائي أن الموضوع مثير للجدل وينبغي أن ترد فيه وجهات النظر المختلفة من أجل أن تكون التغطية متوازنة….
وبعيدا عن الصحافة أعرض الموضوع وأنا ابن واحة الرشيد وأحد المتضررين من “سد الحنيكات”. ولا أخفي أني أشعر بقدر من الحرج في الحديث عن موضوع يراد له أن يأخذ الطابع القبلي.. شفيعي هنا أني من سكان الوادي ولي حدائق نخل مهددة، ثم إني لن أسقط في العمى عن معاناة أهل تيجكجه.
“إزيف”:
وليفهم من لا يعرفون المنطقة: منابع الوادي الذي تقع فيه تيجكجة والرشيد والحويطات وقرى أخرى، هي منطقة “إزيف” الواقعة فوق تيجكجه من الناحية الجنوبية والجنوبية الشرقية ويعتمد نخيل كل الواحات بما فيها تيجكجه، وعيون السقي فيها على السيول التي تأتي خريفا من “إزيف”…
وخلال الأعوام الأخيرة كثرت السدود الصغيرة في المنطقة ما أثر في شكل ملحوظ على “سيل إزيف” الذي لم يعد يأتي إلا بأمطار غزيرة ومتتالية… وحبس هذا “السيل” سيشكل خطرا حقيقيا على الواحات…
تيجكجة:
تعاني مدينة تيجكجه وهي عاصمة ولاية تكانت العطش: ندرة الماء وملوحته.. وهي في حاجة إلى أن تشرب.. ويقول داعمو السد فيها إن حبس الماء سيمكن المدينة من الاستفادة منه في شكل منظم.. وأنقل عن “مورينيوز” ما قال أحد أبناء تيجكجة المهتمين بالموضوع: ” “يحل مشكلة العطش في تجكجة، و سيمكن من إعادة شحن البحيرة الجوفية بالتحكم في سيلان البطحاء بحيث يتم الاحتفاظ بفائض الماء فقط لسقي المدينة ولفترات الشح” ..
السياسيون:
السياسيون في الولاية إخوة وحلفاء مثل سكان الولاية الذين هم إخوة أيضا… لا يريد السياسيون مواجهة بعضهم بعضا، ويعتبر البعض منهم أنه “أكبر” من أن يظهر “علنا” في موضوع كهذا.. لا أنفي أنهم كل في ما يعنيه يمكن أن يكونوا طرحوا الموضوع على الجهات المختصة بالطرق المناسبة ( لا معرفة لي بذلك).. ما أعتقد هو أن الموضوع أساسي وخطر، ولا ينبغي أن يترك لجماعات الفيسبوك.. على السياسيين أن يتصارحوا، ويصارحوا السلطة، وأن يأخذوا الملف بأيديهم لا من وراء حجاب.. إدارتهم له أفضل من “إدارة الفيسبوك”..
الحل:
ليست لدي حلول.. أعرف فقط أن حدائق نخيلي في خطر، وأن عيوني ستنضب. وهي حال سكان الرشيد والحويطات، وقرى تحت تيجكجه، وغيرها تحت الرشيد.. لن يتوقع مني أحد أن أرحب بالسد.. وفي المقابل أعترف بحق أهل تيجكجه في أن يشربوا ويزرعوا، وأدعو إلى ذلك..
سمعت أنه عثر على كميات من الماء العذب في منطقة”المريه”.. وفي مناطق أخرى من الولاية يوجد الماء.. لن أخوض كثيرا في موضوع لا أتوفر على المعلومات الكافية عنه.. هي فقط إثارة من أجل طرح السؤال :
ألا يمكن للدولة أن تسقي تيجكجه من دون أن تقتلنا؟؟!
الشيخ بكاي