غولن: أردوغان مهووس بحلم زعامة العالم الإسلامي
(د ب ا): انتقد فتح الله غولن، رجل الدين التركي، الذي يعيش فى الولايات المتحدة وتتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة العام الماضى سياسة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان.
وقال غولن فى حديث لصحيفة الاهرام الصادرة بالقاهرة السبت: “لا يخفى على أحد هوس أردوغان بحلم زعامته للعالم الإسلامي.. إن تدخله السافر فى شؤون الدول الأخرى سواء المجاورة لتركيا أو غيرها بات واضحًا للعيان. ولا أعتقد أن هناك دولة ترحب بمثل هذه التدخلات الخارجية”.
وحول التحالف القطرى التركى، قال غولن اعتقد أن الأساس الذى يقوم عليه هذا التحالف هو المصالح السياسية للقادة، أكثر من المنافع المتبادلة التى تعود على الشعوب.
واضاف إنه من الصعب الحديث فى الفترة الأخيرة عن استقرار فى العلاقات الدولية لتركيا. فهى سرعان ما تبدل مواقفها مع الدول التى تبدو صديقة لها، والعكس صحيح.
واوضح: “لا أعتقد أنه صدرت حتى الآن من تركيا تحت وصاية أردوغان أى مساهمة تعود بالنفع على المنطقة والمسلمين”.
وقال غولن “إن النظام التركى الحالى يستخدم الإخوان كأداة لبسط نفوذه فى جميع أنحاء العالم الإسلامي، عبر استغلال المشاعر الدينية، وقضايا الأمة المركزية”.
وتساءل غولن “لقد سمعنا تصريحات نارية وخطبًا عنترية فى الأعوام السابقة حول فلسطين، وبالأخص غزة، ثم ماذا حدث على أرض الواقع؟ وإلى أين صارت عاقبة هذه التصريحات؟”.
وردا على سؤال حول تقييمه لدعوة أردوغان الجالية التركية فى ألمانيا إلى عدم التصويت لصالح حزب ميركل، قال غولن: “أعتبر أنه غير مناسب وغير لائق، ومثل هذه المشاحنات من شأنها أن تؤدى إلى ضرر كبير فى العلاقات بين البلدين، وعلى وجه الخصوص مصالح تركيا”.
وحول موقف الشرطة التركية من الصحفيين، قال غولن: “لم تخضع الصحافة التركية فى مرحلة ما من التاريخ لوصاية شديدة مثلما خضعت لها فى هذه الأيام”.
وأشار إلى أن”حملة الإقالات والاعتقالات التى تمت عقب محاولة الانقلاب مباشرة كانت تدل على أن تلك الحملة مخطط لها سابقًا، ولا علاقة لها بالانقلاب”.
وقال إن أردوغان يستند فى حكم تركيا إلى قوة التحالفات البراجماتية “الميكيافلية” بالإضافة إلى سلطة الإعلام ذى الصوت الواحد، واستخدام سلطة الدولة فى قمع وكبت المعارضين.
وحول علاقته بالإدارة الأمريكية الجديدة، قال غولن:”إن الولايات المتحدة دولة ذات تقاليد حقوقية راسخة. قد تتغير بعض الأمور بتغير الحكومات، لكن الاستقرار الحقوقى على الأخص أبرز ما يميزها. ولم يحصل إلى الآن اتصال شخصى لى مع الإدارة السابقة ولا الحالية. ولكن الولايات المتحدة الأمريكية لم تزل إلى يومنا هذا بوابة أمل للذين يبحثون عن الديمقراطية والحرية والنظام الحقوقي، وآمل أن يستمر هذا الوضع فى المستقبل أيضا، علما بأننى لم أتلق إلى الآن منهم إشارة سلبية حول وضعي”.
وردا على سؤال حول قضية تسليمه الى تركيا، قال:”ليس لديّ علم بهذا الصدد سوى التصريحات التى أدلى بها المسؤولون الأمريكيون أمام الرأى العام”. وقال إنه حاصل على إقامة دائمة فى الولايات المتحدة منذ عام 2008.
ولخص غولن مشروع″الخدمة” الذى يقوده بقوله إنه يدور حول إنقاذ الشباب من ثلاثة أخطار هى الفقر والجهل و الصراع من خلال التعليم والتربية الصالحة، بهدف توفير مناخ يعمه السلام والتعايش بين أبناء الوطن كافة، وأن تكون اللغة المشتركة بيننا جميعًا هى لغة الحوار الإيجابى البناء، وألا يكون هناك صوت للسلاح أو العنف والإرهاب.