فى الذكرى المئوية لوعد بلفور..أم موسى تنثر عليه ورود خطبته شهيدا
بلهفة وشوق، حضًرت والدة الشهيد محمد موسى من قرية دير بلوط غرب سلفيت الورود لنثرها على ابنها خلال خطبته التي تجهّزت لها، إلا أن الورود نثرتها عليه شهيدا بدل الخطوبة، وسط دموع الحزن على الفراق.
تقول والدة الشهيد: “قلت لابني محمد إنني انتقيت له فتاة جميلة ومؤدبة لتكون له رفيقة العمر وزوجة صالحة، وحضّرت أجمل الورود ليوم خطبته خلال أيام قليلة، إلا أن رصاصات جنود الاحتلال على حاجز النبي صالح كانت أسرع من فرحتنا به في الخطوبة، وأرْدته شهيدا في رحيل أبدي”.
وتتابع: “الله يرحمه ويحنّن عليه، وربنا يتقبله مع الصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا”. وراحت تبكيه بكلمات وعبارات أشبه بالزجل الشعبي، وهو ما أبكى الحضور جميعا من النسوة والرجال.
الشهادة بدل الخطوبة
ووسط الدموع تقول لطيفة موسى شقيقة الشهيد: إن شقيقها موسى اتصل بها يوم استشهاده وقال لها إنه يريد أن يصطحبها معه إلى رام الله، مؤكدة أن الجنود أطلقوا النار عليهما دون سابق إنذار، ودون أن يشكلا أي تهديد عليهم.
وتضيف: “كنت وشقيقاتي الخمس سنفرح بخطبته على بنت الحلال، وإذا بنا نفرح لاستشهاده، لكن فرحة الشهادة أيضا فيها دموع الحزن على الفراق؛ فقد كان حنونا، والكل يحبه ليرحل عنا مبكرا شهيدا”.
وبكى الشاب خليل موسى قريب وصديق الشهيد خلال تشييع جنازته قائلا: “كان شابا دمث الأخلاق أحبه كل من عرفه، ورحل بجريمة من جنود الاحتلال، ودون أن يتوقع أحد رحيله، وترك فراغا في قريته وبين عائلته”.
عرس الشهادة
ويقول شهود عيان: إن الجنود تركوا الشهيد محمد ينزف بعد إصابته في منطقة البطن دون أن يسعفوه، إلى أن حضر الإسعاف الإسرائيلي الذي لم يتدخل لإسعافه رأسا بل بعد مرور وقت كان كافيًا لتصفية دمه.
ويوم أمس، الجمعة، انطلق عرس الشهادة في موكب مهيب، سيرا على الأقدام من أمام مدخل القرية الرئيس، حيث حمل المشيعون جثمان الشهيد موسى على الأكتاف، وجابوا به شوارع دير بلوط، وصولا إلى منزل عائلته، حيث ألقيت عليه نظرة الوداع الأخيرة من شقيقاته الستّ وشقيقيْه وأقربائه.
ومن ثَم نقل الجثمان إلى ساحة بلدية دير بلوط، حيث أدى المشيعون صلاة الجنازة على روحه الطاهرة، ومنها إلى مقبرة القرية ليُوارَى جثمانه الثرى، حيث كانت سلطات الاحتلال سلمت جثمان الشهيد موسى إلى عائلته، عصر يوم الجمعة، عند مدخل سلفيت الشمالي.
المركز الفلسطيني للإعلام
100 تعليقات