إسرائيل تكشف عن اتصالات سرية بالسعودية
ولم يصدر تعليق من الحكومة السعودية ردا على تصريحات وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز. ولم يرد أيضا متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على طلب التعليق.
وترى السعودية وإسرائيل أن إيران تمثل تهديدا كبيرا في الشرق الأوسط. وأدى التوتر المتزايد بين طهران والرياض إلى زيادة التكهنات بأن المصالح المشتركة قد تدفع السعودية وإسرائيل إلى العمل معا.
وتقول السعودية إن أي علاقات مع إسرائيل تتوقف على الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية التي احتلتها في حرب 1967 وهي الأراضي التي يريدها الفلسطينيون لإقامة دولتهم في المستقبل.
وزار مبعوثون للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يسعون لإبرام اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بدعم إقليمي، السعودية عددا من المرات منذ أن تولى ترامب منصبه.
وفي مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي لم يصف شتاينتز، وهو عضو في مجلس الوزراء الأمني المصغر لنتنياهو، الاتصالات أو يقدم تفاصيل لدى سؤاله عن سبب إخفاء إسرائيل علاقاتها مع السعودية.
وقال شتاينتز ”لدينا علاقات مع دول إسلامية وعربية كثيرة جانب منها سري بالفعل ولسنا عادة الطرف الذي يخجل منها“.
وأضاف ”الطرف الآخر هو المهتم بالتكتم على العلاقات. أما بالنسبة لنا فلا توجد مشكلة عادة ولكننا نحترم رغبة الطرف الآخر عندما تتطور العلاقات سواء مع السعودية أو مع دول عربية أو إسلامية أخرى، وهناك (علاقات) أكبر كثيرا…(لكننا) نبقيها سرا“.
وفي مقابلة مع رويترز يوم الخميس أشار وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، لدى سؤاله عن تقارير بشأن التعاون مع إسرائيل، إلى مبادرة السلام السعودية التي أقرتها جامعة الدول العربية لأول مرة في عام 2002 كأساس لإقامة أي علاقة.
وقال الجبير ”نقول دائما إنه إذا ما تم حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على أساس مبادرة السلام العربية، فإن إسرائيل ستتمتع بعلاقات طبيعية وعلاقات اقتصادية وسياسية ودبلوماسية مع كل الدول العربية وإلى حين يحدث ذلك ليس لدينا علاقات مع إسرائيل“.
وتجعل المبادرة العلاقات متوقفة على انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي التي احتلتها في حرب 1967 بما في ذلك القدس الشرقية.
وعبر نتنياهو عن تأييد مبدئي لبعض بنود المبادرة لكن لا تزال هناك محاذير كثيرة لدى الجانب الإسرائيلي.
* تبادل معلومات المخابرات
قال حسين إبيش، وهو باحث أول مقيم في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، إن تصريحات الوزير الإسرائيلي شتاينتز ”لن تفاجئ أي شخص يولي اهتماما للتودد الوليد بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية والذي يدفعه الجانب الإسرائيلي بشكل خاص“.
وفي الأسبوع الماضي قال قائد الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال جادي إيزنكوت لصحيفة تصدر باللغة العربية على الإنترنت إن إسرائيل مستعدة لتبادل ”معلومات المخابرات“ مع السعودية مشيرا إلى أن ثمة مصلحة مشتركة بين البلدين في التصدي لإيران.
وكثفت السعودية ضغوطها على إيران، متهمة طهران بمحاولة توسيع نفوذها في الدول العربية عادة من خلال وكلاء بما في ذلك جماعة حزب الله اللبنانية الشيعية.
وأشار إبيش إلى أنه في ظل تصورات إسرائيل ودول الخليج العربية للتهديدات المشتركة من غير المرجح ألا تتطور علاقات سرية.
لكنه قال إن المسؤولين الإسرائيليين يميلون إلى المبالغة في مثل هذه التفاعلات في محاولة ”لخفض الثمن الذي قد يضطرون لدفعه، لا سيما في القضايا الفلسطينية، لتوسيع العلاقات الاستراتيجية والروابط مع الدول العربية“.
وفي تصريحات علنية في سبتمبر أيلول، أشار نتنياهو إلى علاقات سرية مع دول عربية قائلا، دون ذكر أسماء، إن هناك تعاونا قائما ”بطرق مختلفة وعلى مستويات مختلفة“.
وأيضا في سبتمبر أيلول ذكر راديو إسرائيل أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان التقى سرا مع مسؤولين في إسرائيل في ذلك الشهر مما استدعى نفيا رسميا من الرياض.
وفي الشهر الماضي اشترك الرئيس السابق للاستخبارات العامة السعودية الأمير تركي بن فيصل في حوار في نيويورك مع الرئيس السابق لجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) افرايم هالفي بشأن إيران.
وفي 2016 زار اللواء السعودي المتقاعد أنور عشقي إسرائيل حيث التقى مع مشرعين إسرائيليين للترويج لمبادرة السلام السعودية كما يفعل في المحافل الأكاديمية المختلفة.
شارك في التغطية أوري لويس في القدس إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير عبد الفتاح شريف