تركيا تقول إنها قد تطلب من الأمم المتحدة التحقيق في مقتل خاشقجي
واشنطن/أنقرة (رويترز) – قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده غير راضية بشكل كامل عن مستوى تعاون السعودية في التحقيق في مقتل الصحفي جمال خاشقجي وإنها ربما تطلب تحقيقا رسميا من الأمم المتحدة في القضية إذا وصل التعاون مع السعودية إلى طريق مسدود.
وأضاف الوزير للصحفيين في واشنطن يوم الثلاثاء عقب اجتماع مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو أن تركيا أطلعت الولايات المتحدة على أحدث المعلومات بشأن مقتل خاشقجي وكرر موقف أنقرة بأن الحقيقة يجب أن تظهر بشأن من أعطى التوجيهات بقتله.
وقال جاويش أوغلو ”حتى الآن قبلنا عروض السعودية للتعاون معنا دون تردد. لكن بالنظر إلى التعاون الآن، ولأننا لا نستطيع التوصل لإجابات على الأسئلة التي سردتها توا، فإن التعاون ليس بالمستوى الذي نريده“.
وتابع قائلا ”إذا حدث جمود هنا وكان هذا أقصى ما سيصل إليه هذا التحقيق أو إذا لم يكن هناك تعاون كامل، عندها يمكننا تقديم الطلبات اللازمة لإجراء تحقيق دولي“، مضيفا أنه بحث الأمر مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.
وقتل خاشقجي، الذي كان مقيما في الولايات المتحدة وأحد المنتقدين للحكومة السعودية وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في أكتوبر تشرين الأول داخل القنصلية السعودية باسطنبول.
وبعد أن قدمت تفسيرات متضاربة في البداية بشأن اختفاء خاشقجي، قالت الرياض الأسبوع الماضي إنه قتل وجرت تجزئة جثته عندما فشلت ”المفاوضات“ لإقناعه بالعودة للسعودية. وقال النائب العام السعودي إنه سيسعى لإنزال عقوبة الإعدام بحق خمسة من المتهمين في القضية.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن القتل كان بأمر من ”أعلى مستويات“ الحكومة السعودية لكنه لم يتهم الأمير محمد مباشرة. ونفت السعودية أن يكون الأمير أمر بقتل خاشقجي.
وقال جاويش أوغلو أيضا إنه وأردوغان استمعا إلى تسجيل صوتي لقتل خاشقجي. وتابع ”إنه أمر بشع جدا. إذا استمعتم إليه فسيكون بمقدوركم إدراك أنها جريمة قتل بنية مسبقة“. وأضاف أن اتخاذ قرار بالكشف عن التسجيل يعود إلى السلطة القضائية التركية.
وتعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء بأن يظل شريكا راسخا للسعودية رغم قوله إن ولي العهد ربما كان على علم بشأن الخطة لقتل الصحفي المعارض الشهر الماضي.
وردا على سؤال عما إذا كان قد تولد لديه انطباع من المسؤولين الأمريكيين بأن واشنطن تفكر في التجاوز عن قتل خاشقجي، قال جاويش أوغلو ”لا. لم يتولد لدي انطباع بأن الولايات المتحدة لن تواصل“.
وأضاف أن بومبيو أبلغه بأنه يريد رؤية نتيجة التحقيقين التركي والسعودي في القضية.
وقال جاويش أوغلو أيضا إن شراء أنقرة أنظمة صواريخ روسية أرض جو من طراز إس-400، والتي لا تتوافق مع دفاعات حلف شمال الأطلسي، صفقة منتهية لا يمكن إلغاؤها. لكنه قال إن تركيا تحتاج لمزيد من المشتريات الدفاعية يمكن شراؤها من الولايات المتحدة.
وذكر جاويش أوغلو أن تركيا سلمت الولايات المتحدة قائمة بأسماء 84 فردا قالت إنها تريد تسلميهم بسبب صلاتهم برجل الدين فتح الله كولن الذي تحمله أنقرة مسؤولية تدبير محاولة انقلاب في 2016 وهو ما ينفيه كولن الذي يقيم في ولاية بنسلفانيا الأمريكية منذ عام 1999.
وأضاف أن أنقرة سلمت القائمة في أعقاب مكالمة هاتفية بين أردوغان وترامب.