تيمبكتو: هدوء حذر بعد مواجهات عرقية خلفت خسائر بشرية ومادية
تيمبكتو/مالي -مورينيوز- تعيش مدينة تمبكتو بالشمال المالي، هدوء حذرا بعد يومين من التوتر بين قوميتي السونغاي والبامبارا من جهة وقوميتي العرب والطوارق من جهة أخرى.
وأفاد مصدر لمورينيوزان التوتر بلغ أوجه في يوم الخميس الماضي حيث توفي ثلاثة اطفال بعد اطلاق نار نسب للجيش المالي، ويوم أمس الجمعة حيث توفيت أم الاطفال الثلاثة وشخص آخر كان قد أصيب معها في نفس الحادثة.
وأضاف المصدر أن المدينة تشهد حالة هدوء حذر بفضل مساء قامت بها عدة جهات من سكان المنطقة.
ونقلت صحراء ميديا عن “تنسيقية الحركات الأزوادية” أنها قالت في بيان صحفي، إنها «تدين بأقوى العبارات» ما شهدته المدينة التاريخية، وقالت إنها أعمال عنف «استهدفت السكان المدنيين حسب انتمائهم العرقي».
واعتبرت التنسيقية أن هذه الأعمال تهدد بـ «الانزلاق نحو مواجهات ذات طابع عرقي»، قبل أن تدعو السكان إلى «ضبط النفس والهدوء، وعدم السقوط في فخ المواجهات والصراعات العرقية التي تبقى عواقبها غير مضمونة».
ولكن تنسيقية الحركات الأزوادية انتقدت بشكل ضمني عدم تدخل قوات بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (مينيسما) التي يوجد جنودها في المدينة، ودعت البعثة إلى القيام بمهمتها وهي «أن تضمن بشكل تام وسريع حماية جميع السكان وخاصة من جنود الجيش المالي، وأن تتدخل لإنهاء أعمال العنف».
من جهة أخرى دعت التنسيقية الحكومة المالية إلى العمل على «ملاحقة المتورطين في هذه الأعمال لتحديد هوياتهم ومعاقبتهم، وذلك من أجل حماية وضمان السلم الاجتماعي».
أما بعثة الأمم المتحدة فقد دعت إلى «وقف فوري للاضطرابات» معبرة عن «قلقها الشديد حيال الصعود القوي للعنف العرقي في بعض أحياء مدينة تمكبتو»، مشيرة إلى أنها لم تحدد بعد سبب هذا الصعود القوى للعنف العرقي.
وقالت البعثة إنها تتابع عن كثب الوضع في المدينة، مشيرة إلى أن حماية جميع السكان وممتلكاتهم، وتأمين مدينة تمكبتو «هي المسؤولية الأولى لقوات الأمن والدفاع المالية» مؤكدة أن البعثة تقدم «المساعدة» حسب ما تمنحه قرارات الأمم المتحدة.
ولكن البعثة أكدت أن هنالك «عمل أمني منسق» يتم الآن ما بين شرطة الأمم المتحدة وقوات المينيسما وقوات الدفاع والأمن المالية، من أجل مواجهة الوضع في تمكبتو، من دون أن تكشف البعثة عن طبيعة هذا العمل، مشيرة إلى أنها تجري اتصالات مع الحكومة لتهدئة التوتر.
التعليق الرسمي
الحكومة في تعليقها على أعمال العنف دعت جنود الجيش المالي إلى «حماية جميع السكان وحماية ممتلكاتهم بالتعاون مع حلفائهم على الأرض»، مؤكدة أنها تندد بما وقع في المدينة واصفة ما جرى بأنه «مفاجئ».
وقالت الحكومة في بيان رسمي صادر عن وزارة الاتصال، إنها «قلقة حيال هذه العقلية الجديدة في تسوية الخلافات العرقية»، داعية إلى إحياء ما سمته «الحكمة الأسطورية التي عرف بها سكان هذه المدينة المقدسة».
وأكدت الحكومة أنها تتابع عن قرب التطورات المتلاحقة في المدينة، داعية في الوقت ذاته المحتجين إلى التوقف الفوري عن أي أعمال استفزازية، وأعلنت أن جميع المتورطين في أعمال العنف ستتم ملاحقتهم ليقدموا للعدالة.