خطاب مستفز..!/ عبد الله اسحاق ولد الشيخ سيديَّ
تابعت خطاب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مساء اﻻربعاء (25 مارس) إلى الشعب الموريتاني، حول وباء “كورونا” وما قامت به الدولة وما أعدته لمواجهة هذا الوباء، على المديين القصير والمتوسط، وحاولت أن أرصد أكبر قدر ممكن من ردود الفعل حول ما ورد في الخطاب، خﻻل الساعات اﻷربع والعشرين التالية لبثه.
ﻻ أخفي أن الخطاب استفزني، لسبب قد يبدو غريبا، في حين أن ردود الفعل السياسية والشعبية، التي اطلعت عليها، أجمعت أو كادت على أنه خطاب مطمئن ومبشر ومسؤول.. وهذا هو المستفز فيه، ﻷننا لم نألف مثل هذا الخطاب من قبل.
أظهر الرئيس الغزواني في هذا الخطاب، أنه ليس مجرد “رجل دولة”، وإنما هو “رئيس دولة” بدرجة قائد قوﻻ وفعﻻ، ولكن دون ضجيج أو طنين.
قدم الرئيس صورة مركزة عن الوضعية الحالية، وانعكاساتها الراهنة والمنتظرة على الوطن وعلى الحياة العامة للمواطنين، دون تهويل أو تهوين، وأعلن عدة حلول ومبادرات فورية وعملية، كانت اﻷولوية فيها للفئات اﻻجتماعية اﻷقل دخﻻ واﻷكثر هشاشة، مؤكدا في الوقت ذاته أن ذلك لن يؤثر على الخطط والبرامج التي أعدتها الدولة للسنة الحالية.
ومن أهم المبادرات السبع التي وردت في الخطاب، وكلها مهمة، اﻹعﻻن عن إنشاء صندوق للتضامن اﻻجتماعي، تساهم فيه الدولة بمبلغ 25 مليار أوقية، ويفتح الباب أمام الجميع للتبرع فيه.
وقد كان الرئيس الغزواني أول المتبرعين في هذا الصندوق (براتب 3 أشهر)، وتبعه وزيره اﻷول وأعضاء حكومته.. وفي هذا ما يستفز أيضا، كما استفزني الخطاب، ولذات السبب.
لقد تزاحمت ردود الفعل اﻹيجابية على الخطاب، من مختلف الطيف السياسي، وخاصة من رؤساء أحزاب وسياسيين بارزين في المعارضة، وكذلك من الرئيس اﻷسبق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، وكنت أتمنى أن يحذو حذوه الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز.
أما ردود الفعل الشعبية فجاءت عفوية، وفي قوالب مختلفة؛ فنية وشعرية، وبإظهار المشاعر بالكلمات واﻻنفعاﻻت، وعبر مواقع التواصل اﻷلكتروني.
وهكذا يظهر الرئيس الغزواني، يوما بعد يوم، أنه أهل لثقة المواطنين وما يعلقونه عليه من آمال وتطلعات.