منظمات دولية تدعو للتهدئة في مالي
باريس “مورينيوز”- من ابراهيم الهريم-
دان ممثلو أربع منظمات دولية عاملة في مالي ما أسموه العنف الذي رافق الاحتجاجات المطالبة برحيل الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا، ودعا ممثلو منظمات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي إضافة إلى السيدياو في بيان صدر ليل الأحد الإثنين إلى الحوار للخروج من الأزمة الحالية منددين بالعنف الذي رافق تعامل قوات الأمن مع المحتجين الجمعة الأخير.
وشددت المنظمات الدولية في بيانها على أن توقيف قيادات معارضة يشكل عقبة أمام الحوار المنشود للخروج من الأزمة الحالية.
وشهدت مظاهرات الجمعة الماضي أعمال عنف بعد اقتحام المحتجين مقر التلفزيون والإذاعة الرسميين ومبنى البرلمان. وردت قوات الأمن بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين فيما سقط 11 قتيلا وعشرات الجرحى إثر ذلك، حسب ما نقلت وسائل إعلام مالية.
ونقلت إذاعة فرنسا الدولية عن محامي قادة حركة 5 يونيو المعارضين الموقوفين أنه تم إخلاء سبيل 3 منهم، كما تم الإفراج عن قيادات أخرى مساء الأحد، حسب تصريح المحامين.
ديكو يدعو للتهدئة..
دعا الإمام محمود ديكو زعيم الحراك المناوئ للرئيس كيتا، إلى ضبط النفس والابتعاد عن العنف، وذلك في خطبة ألقاها بعد صلاة الجنازة على 4 من ضحايا الاحتجاجات، التي حضرها قادة من المعارضة ومئات من مناصريه.
وأكد محمود ديكو في خطبته على ضرورة “الابتعاد عن تكسير الممتلكات الخاصة والعمومية مشددا على ضرورة التهدئة مع التمسك بمطلب استقالة الرئيس كيتا”.
وطلب الإمام ديكو من “الشباب المتحمس عدم الاحتكاك مع الشرطة وقوات حفظ النظام والإبقاء عل الطابع السلمي للاحتجاجات” على حد تعبيره.
كيتا يستمر في التنازل..
قال الرئيس المالي في خطابه مساء السبت الماضي إنه قرر إلغاء المحكمة الدستورية وكذا مراسيم تعيين أعضائها المتبقين، وذلك لإيجاد حل للأزمة السياسية التي نجمت عن الانتخابات التشريعية الأخيرة، كما أكد كيتا في خطابه الذي نقله التلفزيون الرسمي، على أن زعيم المعارضة المختطف من طرف الجماعات المسلحة منذ شهر مارس، سو ما يلا سيسي سيتم الإفراج عنه قريبا.
خطاب الرئيس المالي جاء بعد بيان صدر عنه مساء الجمعة أكد فيه على مسؤولياته في الحفاظ على الأمن وسلامة الممتلكات، كما عبر فيه عن رغبته في مواصلة الحوار مع المعارضة.
ورغم التنازلات التي قدمها الرئيس المالي إلا أنها لم تقنع المحتجين على ما يبدو، فالائتلاف المعارض رفض تنازلات الرئيس كيتا ودعواته للحوار. وقال نهوم توجو لوكالة رويترز ” لن نقبل بهذا الهراء، نطالب باستقالته بشكل واضح” وهو المتحدث باسم الائتلاف المعارض الذي يضم قادة سياسيين ومنظمات مجتمع مدني إضافة إلى زعامات دينية، والذي ينظم احتجاجات الجمعة منذ أكثر من شهر.
ويطالب المحتجون في مالي بإصلاح اقتصادي وبتر جذور الفساد وتوفير الأمن في بلد يشهد هشاشة اقتصادية واجتماعية زادتها جائحة فيروس كورونا تفاقما مما فجر حركة الاحتجاج المطالبة بتنحي الرئيس كيتا الذي يحكم البلاد منذ عام 2013.
وترى المعارضة أن نظام إبراهيم بوبكر كيتا فشل في بناء دولة مؤسسات وبناء جيش قوي لمواجهة الجماعات المسلحة، وهي أسباب كافية بالنسبة لائتلاف 5 يونيو للمطالبة باستقالة الرئيس المالي، فهل سيكون كيتا أول رئيس تطيح به الأزمات الناجمة عن جائحة كوفيد-19، يتساءل متابعون للشأن المالي.