ترصيع على سلسلة مقالات معالى الوزير عبد القادر محمد : اسئلة على هامش تاريخ حركة الكادحين (2)/ فاطمة بنت محمد بن محمذفال /النجاح
2- فى الحلقة الثانية كان السؤال عن موقف الكادحين من الدين إلا انه اقتصر على المواقف الصادرة عن خصومهم ! ثم لجا إلى ملامح تبلور فكر قومي آخر غير الفكر الناصرى الذى شكل اصلا مرجعية حركة القوميين العرب التى تأسست على أيدى قادة الكادحين فيما بعد وكأنه يحاول ان يجيب عن السؤال ما هو موقف الكادحين من الدين ؟ من خلال مواقف خصومهم ! فأعفى سيادته ( مشكورا ) الاجهزة الامنية من ذلك الخصام !
والواقع ان هذا الصراع كان مقتصرا على الاجهزة الامنية إذ لم يظهر فى ما بين ايدينا من ادبيات الكادحين (سطور حمراء دواوين رموز الكادحين ) ما يمت بصلة لصراع سياسي بينهم مع غير الاجهزة الامنية قبل ان يتحول الصراع مع حكومة الرئيس المخطار إلى صراع داخلىي لتنقسم الحركة إلى چناحين :
– الاول دخل في حزب الشعب على إثر حوار سياسي أطلقه الحزب وشاركت فيه الصفوف القيادية لحركة الكادحين وبالذات معالى الوزير المصطفى ولد اعبيد الرحمن ومعالى الوزير الدكتور محمد الحسن ولد ابات .
إلا ان البعض لم يكن راضيا عن النتائج وذلك ماعبر عنه النائب بدر الدين الذى تحدث فى برنامج الصفحة الاخيرة عن مقابلة او اثنتين مع معالى الوزير أحمد ولد محمد صالح بدون اتفاق !! مماجعل المرحوم بدر الدين والدكتور المحجوب ولد بي يتقدمان الصف الثالث من الكادحين الذين أسسوا فيما بعد الحركة الوطنية MND سنة 1979- 1987علما بأن الرجلين المحجوب وبدر الدين من الصف الاول للكادحين
وبما ان الصف الاول من الكادحين قد اصبح شريكا سياسيا لحزب الشعب (ولد اشدو ولد اعبيد الرحمن ولد عبد القادر وكذلك الصف الثانى محمد الحسن ولد ابات – ولد اعبيد الرحمن والتجانى كريم ) فقد شارك فى صياغة الميثاق الجديد لحزب الشعب واستما تو فىي الدفاع عنه حتى بعد سقوط الرئيس المخطار
لذا يمكن القول أن تاريخ الصراع السياسي لحركة الكادحين كان مع حكومة حزب الشعب ثم بين الكادحين أنفسهم لتنتج عن ذلك عدة أسئلة حول مرجعية كل فريق
وهو ماحاول معالى الوزير عبد القادر إمتاعنا بقراءة متا نية عنه فى الحلقة الثالثة من هذه السلسلة ولذا سأكون مضطرة للخلط فى هذا الترصيع بين الحلقتين 2 و 3
3 – لاا ستطيع الفصل بين السؤالين :
ماهو موقف الكادحين من الدين ؟
هل كان حزب الكادحين شيوعيا ؟
فكلا السؤالين يبت فى المرجعية الفكرية للكادحين فيما يتعلق بالدين !
وبما أن الدين يكاد يكون المشترك الوحيد بين مختلف فئات هذا الشعب فلا غرابة إذا استخدمه كل طرف من اجل تسويق نظرته السياسية أوتوفير مكاسب ضد هذا أوذاك ولا ننسى أن المستعمر كان يستخدم الفتاوى لتسويق مشاريعه باقل كلفة وغير بعيد عن ذلك جاء تكفير الكادحين بل إن المقا لين على خلفية أحداث 1966من غير الزنوج كانت تسرب شائعات حول تدينهم ..
ولذلك نرى النائب محمد المصطفى ولد بدر الدين رحمه الله يسخرمن تقنع مجتمعنا بالدين وذلك فى النص التالى الموجود فى كتاب الدكتور المحجوب ولد بيه أطال الله بقاءه :التاريخ الادبى للمقاومة من الاستعمار حتى اليوم ص 372
لو يشبع الشعر حاجات المساكين
ملأت منه لقومي بالدواوين
لو ينفع الشعر فى حا ل كحالهم
لقمت أشدو بتغريد وتلحين
وقلت إن نسيما من مرابعهم
قد هب يحمل أزهار الرياحين
وبث مأساة شنقيط لمغترب
فرددتها فراشات البساتين
شنقيط تعرف- والاخطا ر تدهمها –
تشكو إلى بسطاء العقل والدين
يبدون تحت خيام الصوف أخيلة
غبراء تنفر منها كالشياطين
يخشون حتى ضياء العلم يبهرهم
فيهربون خفافا كالمجانين
وهذا الهروب اشارة الى منعهم ابنائهم من التمدرس
ثم يقول
حتى الكرامات حتى الدين يالهما
حتى الحياة حياة الذل والهون
حتى العروبة هانت فى منازلهم
أهانها الروم أبناء الثعابين
ماقام يدفع عنها غير متقنع
بالدين يدفعه حب القرابين
إن يدع للوطن الغالى يقل هلعا
الدين ! الدين ! يا للدين ! وادينى !
او يدع للدين يقل – جزعا –
للدين رب سيحميه ويحمينى
شنقيط ، يا موريتانى تلك تذكرتى
من الكنانة والآلام تكوينى
يبدو النص مشبعا بآلام الحيرة من الذين يعتقدون أن الدين كل شيء لكنهم لا يحمونه !حتى انهم لا يحمون كراماتهم !
وفى هذا تنبيه الى اهمية العلم والبناء فى الحياة الدنيوية ومن هنا فإن الكادحين ليست لهم ايديلوجيا شيوعية بالمعنى العقائدى فى حين ينفرون من المستعمر السابق سياسيا
ولذلك كانت الحاجة الى البت فى مرجعية الكادحين فيما يتعلق بالدين وليس فقط الى آراء خصومهم لأن الحكم على الشيء يتطلب نفى ضده هذا صحيح لكنه ايضا يتطلب إثباته هذه هي القاعدة المنطقية وقد سألت المرحوم أحمد باب ولد احمد مسكه فى مقابلة معه بتاريخ 2010/3/21 لصالح بحثى للماستر عن مرجعية الكادحين فيما يتعلق بالدين فأجاب بما معناه “ان الدين لم يكن هو ما ينقص الموريتانيين ولم يكن هو الشغل الشاغل لحركة الكا دحين عند ئذ فهي كانت تهتم بتصحيح مسار الدولة فيما يتعلق بالنماء الإقتصادى
وبالقطيعة مع المستعمرلانه ثبت لدى الجميع أن الدول التي لم تعول على المستعمر فى مشروعها السياسى نجحت فىيتجاوزكثيرمن العقبات ”
واتضح لى من حديثه ان المسالة ليست مسالة اختيارات بل مسألة ضرورات فهناك معسكران معسكر رأسما لى لا يعول عليه – فى نظره – فى بناء الدولة لانه استمرار للماضىي ومعسكر شيوعي يفتح المجال للقطيعة مع التخلف واردف قائلا لكن المخطار لايرى غير الغرب …
نعم لقد كان حزب الشعب وقائده يشكلون خصما سيا سيا للكادحين وهذا لايعنى ان حزب الشعب ظل وفيا بما فيه الكفاية للرأسمالية.. طرحت هذا السؤال على الدكتور احمد باب ولد أحمد مسكه : هل كان الحزب شيوعيا وهل كان سبب حظره حرص حزب الشعب عل الليبرالية ؟
فاجاب : كان أمر الترخيص للاحزا ب ممكنا لوان المخطارلم يكن متوجسا من القبلية والجهوية لكن توجسه من الانقسامات ذات الطابع القبلي منعه من اتباع النظام الليبرالى بالكامل ونحن كنا على عجلة من أمرنا بشكل لا يراعى السياق التاريخى والسياسى لدولتنا فقد كنا شبابا نغلى طموحا ولذلك لم نكن نقدر الكثير من ظروفنا ..
واضح إذا أن الطاولة التى دعا إليها الرئيس المخطار 1962قد اتفق المشاركون فيها على عدم تحمل البلد للتعددية السياسية نظرا للتوجس من الصراعات القبلية وهو أمر لم يكن مبررا لدى الكثيرين .. فلربما كان هذا هو سبب حظر حزب الكادحين كغيره من أسلافه الذين شملهم اتفاق 1963الذى بموجبه اندمجت التشكيلات السياسية فى حزب واحد وهذا هو موضوع تساؤلى عن اسباب حظر حزب الكادحؤن عند الحديث عن نشاته .