الغزواني يدعو إلى “تطهير” التراث من رواسب “الظلم الشنيع”
وادان (موريتانيا)- “مورينيوز”- دعا الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني ا اليوم إلى تطهير تراث البلاد من ما وصفه بـ” الظلم الشنيع”، والوقوف في وهج المد القبلي المتصاعد.
وكان لد الغزواني الذي كان يتحدث في مدينة وادان شمالي البلاد في خطاب أطلق به مهرجانا ثقافيا في المدينة التاريخية تحت اسم ” مهرجان مدائن التراث” .
وقال ولد الغزواني إنه يحز في نفسه ما قال إن فئات اجتماعية تعرضت له تاريخيا ” من ظلم ونظرة سلبية”، مع أنها ” في ميزان القياس السليم ينبغي أن تكون على رأس الهرم الاجتماعي فهي في طليعة بناة الحضارة والعمران وهي عماد المدنية والابتكار والانتاج.» حسب تعبيره.
و أكد الغزواني أنه « أن الاوان أن نطهر موروثنا الثقافي من رواسب ذلك الظلم الشنيع وأن نتخلص نهائيا من تلك الاحكام المسبقة والصور النمطية التي تناقض الحقيقة وتصادم قواعد الشرع والقانون وتضعف اللحمة الاجتماعية والوحدة الوطنية وتعيق تطور العقليات وفق ما تقتضيه مفاهيم الدولة و القانون والمواطنة” وفق ما ورد في الخطاب.
وقال إنه من هذا المنبر يدعو” كافة المواطنين الى تجاوز رواسب هذا الظلم في موروثنا الثقافي وإلى تطهير الخطاب والمسلكيات من تلك الاحكام المسبقة والصور النمطية الزائفة” حسب تعبيره.
ويأتي خطاب الرئيس الموريتاني في أجواء حملة شرسة يشنها بعض نشطي فئة “لمعلمين” وهم الصناع التقليديون على فئة “الزوايا” وهم حسب التقسيمة القديمة للمجتمع المهتمون بالعلم.. وانفجرت أ الازمة الحالية بعد تصريحات مهينة صدرت عن الشيخ محمد الزين ولد القاسم وهو شخصية تنتسب للشرفاء ولطبقة الزوايا.
وأثارت تصريحات محمد الزين انتقادات واسعة في كل الاوساط الموريتانية.
. ودعا الغزواني إلى تجاوز ما وصفه بـ ” النفس القبلي المتصاعد هذه الايام والمنافي لمنطق الدولة الحديثة ولما يقتضيه الحرص على الوحدة الوطنية وكذلك لمصلحة الأفراد انفسهم “، مؤكدا أن ليس هناك “ما هو اقدر على حماية الفرد وصون كرامته وحقوقه من وحدة وطنية راسخة في كنف دولة قانون حديثة”.
وقال إنه يجدد التأكيد أن «الدولة ستظل حامية للوحدة الوطنية والكرامة وحرية ومساواة جميع المواطنين بقوة القانون وأيا تكن التكلفة، كما أنها لن ترتب حقا أو واجبا على أي انتماء إلا الانتماء الوطني” حسب قوله.
ويقول منتقدون إن الدولة نفسها هي التي تشدع القبلية والفئوية بتقديم الامتيازات والوظائف للنشطين الفئويين ورجال القبائل..
المهرجان والتنمية
واختتم الرئيس الموريتاني خطابه الذي خصص أساسا للقضايا الاجتماعية بالحديث عن دور المهرجان في التنمية مشيرا إلى أنه في السابق تعهد بألا يتحول إلى «هدف في حد ذاته ينتهي أثره بانتهاء فعالياته»، مشيرا إلى أنه تم على هذا الاساس القيام بمراجعة ” شاملة لأساليب وأهداف المهرجان» حسب تعبيره.
وذكر بتخصيص ثلاثة مليارات قديمة من الاوقية للمهرجان موجهة إلى «تمويل مشاريع تنموية متنوعة، تساهم في تحسين النفاذ إلى الخدمات الأساسية، من ماء وكهرباء وتعليم، وفي فك العزلة ودعم التنمية الزراعية والحيوانية، وغير ذلك مما يساهم في ترقية المدينة ومحيطها».