المرأة الصحراوية تزيل الالغام التي زرعها المغرب
الجزائر- “مورينيوز” +وكالة الانباء الجزائرية
من المجالات التي تنشط فيها المرأة الصحراوية مجال نزع الالغام – الذي هو في العادة حكرا على الرجل في العديد من البلدان التي شهدت نزاعات مسلحة وحروبا.
وفي هذا السياق تتحدث فاطمة بشرايا، منسقة “الفريق النسائي الصحراوي لدعم الأعمال المتعلقة بالألغام” والمعروف اختصارا ب(سماوت) في تصريح إلى وكالة الانباء الجزائرية عن “الدور الرائد الذي تقوم به المرأة الصحراوية في هذا المضمار وتحديها للصعاب في القيام بعمل ميداني كان حكرا على الرجال إلى وقت قريب”.
وقالت فاطمة إن الصحراوية أثبت وجودها في مجالات عدة وتقلدت مختلف الوظائف، و”ها هي اليوم تثبت وجودها ودورها البارز في جهود نزع الالغام”.
وأضافت : “بصفتي مزيلة سابقة لهذه القنابل المدمرة افتخر باشتغالي في هذا المجال لتطهير، رفقة نساء صحراويات أخريات، جزء من الأراضي الصحراوية”.
وعبرت المتحدثة عن “الاحساس العظيم” الذي يتملكها وزميلاتها في هذه المهمة الحساسة، لدى تطهير ولو شبر واحد من الأرض الصحراوية من هذه القنابل المميتة، على اعتبار أن ذلك يشكل “انقاذا للأرواح”.
وأوضحت فاطمة بشرايا، أن “الفريق الصحراوي لدعم الأعمال المتعلقة بالألغام” تأسس من قبل مزيلات سابقات كن ينشطن في ميادين متعلقة بالألغام وتحسيس الشعب الصحراوي بخطرها وبطريقة السلوك المثالي أمام الخطر إلى جانب مساعدة الضحايا، مشيرة الى أنه بعد عودة الكفاح المسلح حاولت المجموعة النسوية “التركيز على التحسيس بمخاطر الالغام” .
و حول اتفاقية حظر الالغام قالت فاطمة بشرايا، إن جبهة البوليساريو “كانت سباقة في التوقيع على هذه الاتفاقيات وتدمير مخزونها”، مضيفة في السياق “نحن نطالب المجتمع الدولي والهيئات والمنظمات والنشطاء بالضغط على المغرب من أجل التوقيع عليها وتسهيل عمل المنظمات الدولية لنزع هذه القنابل الخطيرة وتطهير الأراضي الصحراوية منها”.
أرقام مخيفة :
ما يزال الصحراويون العزل خطر الالغام التي تواصل حصد مزيد من الأرواح سنويا وتتسبب في إعاقات مستدامة لعدد كبير من المدنيين، في وقت يصر فيه المغرب على رفض التوقيع على الاتفاقيات الدولية التي تحظر استخدام هذه الأسلحة الفتاكة.
ومؤخرا أكد مسؤول العمليات في المكتب الصحراوي لتنسيق الأعمال المتعلقة بالألغام “سماكو”، غيثي النح البشير، في حديث إلى “واج” أن المغرب “نسف 14 عاما من العمل الإنساني الذي ساهمت فيه البوليساريو بقوة، من أجل تطهير المنطقة من الألغام، وأعاد تلويث مناطق واسعة بهذه القنابل المدمرة، خاصة منذ خرقه السافر لوقف إطلاق النار وتجدد الحرب”على حد قوله.
وقدم المسؤول الصحراوي ارقاما مخيفة، مشيرا إلى أنه “قبل العودة إلى الحرب”، كان قد تم “تطهير أكثر من 14 ألف كيلومتر من الطرق و 37 حقلا للألغام و485 منطقة ملوثة بالقنابل العنقودية وتدمير أكثر 24 ألف قنبلة عنقودية وحوالي 9 آلاف من الاجسام غير المفجرة من قنابل ومقذوفات ومخلفات الحرب السابقة وحوالي ثمانية آلاف لغم مضاد للإفراد والدبابات، عطلت فعاليته”وفق ما نقلت الوكالة.
ووفق تقديرات الصحراويين زرع المغرب أكثر من 7 ملايين لغم أرضي على عرض مئات الأمتار في محيط الجدار الفاصل الذي أقامه خلال ثمانينيات القرن الماضي على امتداد 2720 كلم من أراضي الصحراء الغربية
وتعد أراضي الصحراء الغربية، من البلدان العشرة الأكثر تلوثا بالأجسام المتفجرة في العالم حيث أن الشعب الصحراوي لا يعاني من خطر الألغام فحسب، بل من خطر الاجسام القابلة للانفجار كالصواريخ والقنابل غير المنفجرة التي خلفتها الحرب السابقة، وزادت أعدادها في الحرب الجارية بالمنطقة الآن”.
وتقول الجمهورية الصحراوية إنها تتحلى بمسؤولية كبيرة و تلتزم التزاما شديدا بتعهداتها المتعلقة بالتخلص من الألغام والذخائر غير المتفجرة، فيما يصر المغرب على رفض التوقيع على “معاهدة أوتاوا” بشأن حظر استعمال وتكديس وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد وتدمير تلك الألغام والاتفاقية المتعلقة بالذخائر العنقودية.