إنهم يرحلون مشيا على القلوب / حياة جبريل
سابقا كتبت في مذكرتي التي لا تفارقني أن لا أحد يرحل مشيا على الأقدام.. إنهم يرحلون مشيا على القلوب. لأن كل الذين خرجوا من حياتي تركوا لي ذاكرة تفرز الألم، كل ماجمعنا كان يثير غريزة الكتابة.. لا أحد منهم حاول إطفاء الحرائق في قلبي..
لم ألوح لأي راحل، حتى سالي عندما فضلت إسبانيا لم أودعها كنت أمسح ضباب الكون لأراها مرئية، بينما حسبت هي أنني أملك قدرة على الوداع.
صديقتي التي كانت ملحفتها منديلا لدمعي، والتي شاركتني البكاء لمرات عديدة في باص الجامعة سئمت مني، و أخبرتني بكل صدق: “حياة أنت كئيبة جدا”.. وأنا لا ألومها إطلاقا، ولكنني كنت لأصدقائي الصديق الذي تمنيته لنفسي.. كانوا محور حياتي والوقت بدونهم يمر بطيئا.
شعرت برغبة شديدة في البكاء عندما سألني أحدهم قائلا: “مابك تضحكين طوال الوقت، هل تناولت حبوب السعادة؟”، ولكنني لم أسمح له بإيقاف المسرحية، وبررت ذلك حين بقيت في خلوة مع نفسي بأننا جميعا نمثل السعادة على مسرح الحياة.. نحن فقراء الفرح، كان بودي أن أشرح له أن صيدلية الحياة لا تبيع اسنانا بيضاء مناسبة للضحك، ولكنني تجاهلت.. لم يكن المكان مناسبا للانهيار ..
الرجل الوحيد الذي أحبني وكتب لي الشعر والنثر خذلته، واستقبلت اشتعاله ببرود تام.. لم أقدم له أي شيء، بل أصابته عدواي وأصبح منعزلا و كئيباكل أشيائي التي أردتها بحق لم أستطع الوصول إليها، خذلتني الجغرافيا أكثر من مرة، رغم أنني لا اؤمن بالحدود.. ورغم هذا مضيت في حلمي ولا شيء جديدكل أمنياتي لم تكن على مقاسي، عنصر الفرح رفض التفاعل لأكثر من مرة مع سوداويتي.. ومشكلة كيمياء الحياة أنها تمضي بعنصر واحد نبيل..
الآن فقدت قدرتي على الكتابة، كانت بمثابة فضيحة لكل ما أحس به ، قررت أن أكون واقعية لمرة واحدة، لأن العاجز حقا من لا يمكنه البكاء…