تبون: مجازر 8 مايو لا يمكن أن يطوِيها النسيان وستظل محفورة بمآسيها بالذاكرة الوطنية
8 مايو 2022، 00:18 صباحًا
الجزائرـ (د ب أ)-
قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، يوم السبت، إن مجازر الثامن من أيار/مايو 1945، التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي ستبقى من الأيام الشاهدة على عظمة كفاح الأمة، و”ستظل محفورة بمآسيها المروعة في الذاكرة الوطنية”.
وتتحدث مصادر رسمية جزائرية عن سقوط 45 ألف قتيل بين المتظاهرين الجزائريين، الذين خرجوا للمطالبة باستقلال بلادهم بعد انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، على يد قوات الاستعمار الفرنسي.
وقال تبون، في رسالة له بمناسبة الذكرى الـ77 لهذه المجازر “إن الفظائع التي عرفتها سطيف وقالمة وخراطة وغيرها من المدن في الثامن من أيار/مايو 1945، ستبقى تشهد على مجازر بشعة، لا يمكن أن يطويها النسيان .. بل ستظل محفورة بمآسيها المروعة في الذاكرة الوطنية، وفي المرجعية التاريخية التي أسس لها نضال شعبنا الأبي ضد ظلم الاستعمار”.
وأضاف “إن تاريخنا المجيد مناط فخرنا، ومصدر عزتنا، وملهم الأجيال على مر العصور، يزداد إشعاعا ورسوخا في الوجدان، كلما اشتد حقد الذين لم يتخلصوا من تطرفهم وارتباطهم المزمن بالعقيدة الاستعمارية البالية البائسة، والذين لم تعلمهم خيباتهم الكف عن محاولات حجب حقائق التاريخ بالتضليل أو الدفع إلى النسيان”.
وتابع” لذلك فإن حرصنا على ملف التاريخ والذاكرة ينبع من تلك الصفحات المجيدة، ومن تقدير الدولة لمسؤوليتها تجاه رصيدها التاريخي، باعتباره أحد المقومات التي صهرت الهوية الوطنية الجزائرية .. ومرتكزا جوهريا لبناء الحاضر واستشراف المستقبل، على أسس ومبادئ رسالة تشرين الثاني/نوفمبر الخالدة .. وهو حرص ينأى عن كلِ مزايدة أو مساومة، لصون ذاكرتنا”.
وأكد تبون، على التعاطي مع ملف الذاكرة والتاريخ بنزاهة وموضوعية، في مسار بناء الثقة، وإرساء علاقات تعاون دائم ومثمر يضمن مصالح الجزائر وفرنسا في إطار الاحترام المتبادل.
كما دعا إلى رص الصفوف لمعالجة أوضاع الجزائر الاقتصادية والاجتماعيةِ بـ” الفعالية والسرعة المطلوبتين، وللتفاعل مع العالم الخارجي، وما تفرزه التوترات والتقلبات المتلاحقة بجبهة داخلية متلاحمة، تعزز موقع ومكانة الجزائر، في سياق التوازنات المستجدة في العالم”.
وأشار إلى إحباط ” نوايا الاستفزاز والمغالطات العدائية، التي لن تثني الجزائر عن الخيارات الكبرى، والتوجهات الاستراتيجية”.
وجدد تبون، إرادة الجزائر في توطيد علاقات متوازنة مع شركائها في المنطقة وفي العالم، وهي الرؤية التي تدعو إلى إعلاء صوت الحق وإلى الوقوف إلى جانب القضايا العادلة وتجعل من بلادنا عامل توازن واستقرار في المنطقة.