لا وطن لكم الا هذا.. إن هو غرق غرقنا جميعا وان احترق احترقنا../ فاطمة الرشيد صالح
السنة الدراسية 90-91 كنت ادرس في سادس رياضي في الثانوية الوطنية في ربيع الثامن عشر ،مررت بعدة ثانويات اعدادية البنات اطاراعدادية البنات انواكشوطاعدادية لكصرثانوية التطبيق(الملحق بعد ذلك)عرفت العديد منً التلاميذ سمر وكحل وصفر …..ولم اكن اعرف قبيلة و لا جهة ولا شريحة اي ممن اعرفاحمد،ابراهيم ،امنة ،فاطمة…………
نتسابق في الحصول على اكبر علامة والتفوق نعرف التلاميذ برتبهم العامة في المدرسة ورتبهم في المواد رياضيات .فيزياء ،علوم ……
وحتى في البيت لم يسالني احد عن قبيلة زميلي او زميلتي، ولا عن جهته.. يسالون فقط عن انضباطه وعن هل هو منً المتفوقين في الدراسة 1991 .
جاءت الكارثة التي بالنسبة لي شكلت القشة التي قصمت ظهر البعير.. انها الديمقراطية التي فرضت علينا فرضا ودون ان نكون مستعدين لها فامتطاها كل اصحاب النفوس المريضة، و اصحاب الاطماع المحدودة، و الشخصية..
وكانت الدولة اللاعب الابرز والاقوى واصبح الانسان يقيم بمخزونه الانتخابي فكلما امتلكت مخزون انتخابي اكبر كلما ارتفع نجمك وتبوأت اكبر المناصب فارتمى الجميع في احضان قبائلهم وجهاتهم من اجل الحصول على المكاسب الانية، وضاع الوطن وضاعت دولة القانون، ورجعنا الي دولة القبائل والجهات. والكل مستسلم. بل مساهم في غرق البلاد في وحل “القبلية والجهوية والمحسوبية……”و مايواكب ذلك منً فساد ..
وبالتزامن ظهرت اصوات اخرى حملت خطاب الشرائحية رافعة شعارات مختلفة منها محاربة “العبودية” و <الغبن الاجتماعي> ..
لكن تلك الاصوات حملت هذه القضايا العادلة منً اجل تحقيق مكاسب خاصة، وزادت تلك الاصوات علوا بعد ان اصبحت الدولة تسكتها بالمناصب و وووو.. و تكريس التوظيف حسب اللون والشريحة ..
و تم تجذير تلك الظاهرة اكثر عندما اصبح مشروطا في كل انشطتنا الثقافية والاجتماعية و السياسية وجود سمر و سود و صفر …..
و الامر الاسوء انه عندما تظهر بعض تلك الاصوات تنجرف النخبة في صراع نمطي للاسف، ويبدا كل يغني ليلاه..
وفي اوج الديمقراطية الشاذة والمشوهة ، العرجاء؛ انتشرت وسائل التواصل الاجتماعي فكان استخدامنا لها اكثر سوءا واشد اختلالا فغرق الوطن اكثر .
يا ابناء موريتانيا اعلموا انه لا وطن لكم الا هذا وان غرق سنغرق جميعا، وان احترق سنحترق جميعا..
فكرو في وطنكم، قبل انفسكم، وفي المكاسب العامة قبل الخاصة..