مقتل ستة مدنيين ماليين وجنديين من الكتيبة المصرية في مالي
باماكو (أ ف ب) –
قتل ستة مدنيين ماليين وجنديان من الكتيبة المصرية من قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مالي الخميس والجمعة في انفجار عبوتين ناسفتين يدويتي الصنع في وسط البلاد، حسبما أعلنت مصادر محلية ومن المنظمة الدولية.إعلان
وانفجر لغم الخميس بالقرب من وايا عند مرور عربة عائدة من السوق كما قال مسؤول عسكري ومسؤولان محليان طلبوا جميعا عدم كشف هوياتهم لأسباب أمنية نظرا للوجود القوي للجهاديين في المنطقة.
وأوضحت المصادر نفسها أن خمسة مدنيين قتلوا الخميس وتوفي سادس الجمعة متأثرا بجروح أصيب بها في الانفجار نفسه.
وقتل اثنان من جنود قوة حفظ السلام التابعة لبعثة الأمم المتحدة في مالي وجرح ثالث الجمعة في انفجار عبوة ناسفة يدوية الصنع بالقرب من دوينتزا (وسط) على محور الطرق المؤدي الى تمبكتو (شمال)، حسبما أعلن الناطق باسم البعثة أوليفييه سالغادو على شبكات التواصل الاجتماعي.
وقال مسؤول أمني إن الجنديين كانا ضمن الكتيبة المصرية العاملة في إطار “بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي” (مينوسما).
ودان مجلس الأمن الدولي في بيان “بأشد العبارات” هذا “الهجوم”. ودعت الدول الأعضاء في المجلس السلطات المالية إلى التحقيق مع مرتكبي هذا العمل ومحاكمتهم، معتبرة أنه “قد يشكل جريمة حرب بموجب القضاء الدولي”.
وبذلك يرتفع إلى ثلاثة عدد جنود قوة حفظ السلام الذين قتلوا في مالي خلال ثلاثة أيام. وكان جندي أردني قتل في هجوم بسلاح خفيف وقاذفة صواريخ على قافلة كان فيها الأربعاء في كيدال (شمال).
وتعد قوة الأمم المتحدة التي تنشر 12 ألف جندي في مالي البلد الغارق في أزمة منذ اندلاع تمرد جهاديين واستقلاليين في 2012، أخطر بعثة للمنظمة الدولية في العالم.ومنذ إنشائها في 2013، قتل 174 من جنود قوتها لحفظ السلام في أعمال معادية.
والعبوات الناسفة اليدوية الصنع هي السلاح المفضل للجهاديين ضد قوة الأمم المتحدة والقوات المالية كذلك. وهي تؤدي باستمرار إلى مقتل مدنيين.
وكان سبعة جنود توغوليين من قوة حفظ السلام في قافلة لوجستية قتلوا في انفجار عبوة من هذا النوع في كانون الأول/ديسمبر 2021 بين دوينتزا وسيفاري.
“تفان كبير”
قال سالغادو إن جنود حفظ السلام كانوا الجمعة في مواكبة أمنية لنحو 12 آلية تابعة للأمم المتحدة ترافق قافلة من الشاحنات المدنية المحملة بالوقود.
وأضاف أن لغما انفجر أثناء مرور القافلة. ويمكن أن تمتد هذه القوافل لكيلومترات.
يمكن لهذا النوع من الألغام أن ينفجر عند ملامسة عجلة له أو بتشغيله عن بُعد.
وكتب رئيس بعثة الأمم المتحدة في مالي القاسم واني في تغريدة على تويتر “كان اسبوعا صعبا. صعبا جدا بالنسبة لنا. لا يمكن أن يكفي ما نقوله عن صعوبة مهمتنا والتفاني الكبير” لجنود قوة حفظ السلام.
من جهته، صرح ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في نيويورك أن هذا الهجوم هو السادس على قافلة للأمم المتحدة منذ 22 أيار/مايو، مضيفا أن غوتيريش “يدين هذا الهجوم الجديد”.
وأضاف دوجاريك “على الرغم هذه الظروف الصعبة (…) يواصل زملاؤنا عملهم وفقا لتفويضهم” الصادر عن مجلس الأمن، مشيرا إلى مشاركة بعثة الأمم المتحدة في ترميم جسرين دمرا مؤخرا في هجمات في المنطقة نفسها.
ويشكل وسط مالي واحدة من بؤر العنف الرئيسية في منطقة الساحل. وبدأت أعمال العنف هذه من الشمال وامتدت إلى الوسط وكذلك إلى بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين. وقد أسفرت عن مقتل آلاف المدنيين والمقاتلين وتشريد مئات الآلاف من السكامن.
وحذر تقريران نشرا خلال الأسبوع الجاري أحدهما للأمين العام للأمم المتحدة والآخر من قسم حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة في مالي من تصاعد العنف في وسط وشمال مالي.