فرنسا تقول إنها اعتقلت أمية ولد البقاعي المسؤول الكبير في تنظيم “الدولة الإسلامية” في مالي
فرانس 24 +رويترز
أعلنت فرنسا اليوم الأربعاء 06/15 أن جنودا من المشاركين في عمليتها ضد الجهاديين الإسلاميين في منطقة الساحل بغرب إفريقيا ألقوا القبض على أمية ولد البقاعي القيادي البارز في تنظيم “الدولة الإسلامية” في مالي.
وقالت وزارة الجيوش الفرنسية إن قوات عملية برخان اعتقلت ولد البقاعي بين مساء 11 يونيو حزيران والساعات الأولى من يوم 12 يونيو حزيران بالقرب من الحدود بين مالي والنيجر. ودفع توتر العلاقات بين فرنسا والمجلس العسكري في مالي باريس لسحب قوات كانت قد نشرتها في 2013 لصد المتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة ومن بعدهم تنظيم الدولة الإسلامية.
وتشهد مالي أعمال عنف منذ عام 2012 عندما سيطر متشددون على شمال البلاد. وألحقت فرنسا الهزيمة بهم، لكن بحلول عام 2015 أعادوا تنظيم صفوفهم وشنوا سلسلة من الهجمات في وسط البلاد. وانتشروا منذ ذلك الحين إلى النيجر وبوركينا فاسو، مما أثار مخاوف عدم الاستقرار الإقليمي.
وقال مصدر أمني لوكالة فرانس برس إن الجهادي “الذي كان يجب أن يخلف للأمير” الزعيم السابق لتنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى عدنان أبو وليد الصحراوي الذي قتلته القوات الفرنسية في آب/أغسطس 2021، “كان لديه مهارات في التعامل مع المتفجّرات”.
وكان البقاعي زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى في غورما في مالي وفي أودالان في شمال بوركينا فاسو، بحسب الأركان العامة الفرنسية.
ولفت المصدر نفسه إلى أن البقاعي “نظّم عدة هجمات على عدة قواعد عسكرية مختلفة في مالي، بما فيها قاعدة جاو. وقاد شبكات تركيب عبوات ناسفة”.
وأكّد نائب محلي اعتقال البقاعي “خلال تدخل مروحية في معسكر” في قطاع تيسيت، على الجانب المالي مما يسمى منطقة المثلث الحدودي على حدود بوركينا فاسو والنيجر.
واعتقلوه “بعد قتال في المنطقة بين تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين” التابعة لتنظيم القاعدة، بحسب النائب المحلي الذي فضّل عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية.
وتعد منطقة المثلث الحدودي من أكثر مراكز العنف متعددة الأشكال نشاطًا في منطقة الساحل. وهي مسرح عمليات للجماعات الجهادية والجماعات المسلحة المختلفة وجيوش الدول الحدودية الثلاثة وجنود برخان.
فرنسا في طريقها لإكمال انسحابها العسكري من مالي بعد تسع سنوات من تواجدها في الدولة الافريقية بعدما دفعها المجلس العسكري في باماكو الحاكم منذ آب/أغسطس 2020 إلى ذلك.
وتتدهور علاقات مالي بالدول الغربية مع تقرّبها من روسيا. وتتهم فرنسا وحلفاؤها المجلس العسكري بالاستعانة بخدمات شركة الأمن الروسية الخاصة فاغنر، المثيرة للجدل، وهو ما تنفيه باماكو.
وأعلنت رئاسة الاركان الفرنسية الاثنين أن الجيش الفرنسي سيغادر رسميا قاعدة ميناكا العسكرية في شمال شرق مالي لتسليمها للقوات المسلحة المالية، على أن يغادر الجنود الفرنسيون مالي نهائيًا “في نهاية الصيف” مع نقل معقلهم الرئيسي في غاو إلى القوات المسلحة المالية.
تدهور في المثلث الحدودي
وقال وزير الخارجية المالي عبد الله ديوب للأمم المتحدة الاثنين إن الجنود لم يعد مرحّب بهم، معربًا عن رفضه القاطع لاستمرار الطائرات الفرنسية في دعم بعثة الأمم المتحدة في مالي (مينوسما).
وأعلن الفرنسيون في الأشهر الأخيرة أنهم قتلوا عددًا من أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى في المنطقة الحدودية، وعلى رأسهم زعيمهم السابق عدنان أبو وليد الصحراوي في آب/أغسطس.
وفي مجلس الأمن قال مبعوث الأمم المتحدة لمالي القاسم واني الاثنين “منذ بداية العام شهدنا تدهوراً في منطقة المثلث الحدودي مع ما يترتب عن ذلك من آثار على منطقتي ميناكا وغاو” بينما تقوم قوة برخان بالانسحاب، من دون أن يستبعد هجوما جهاديا على مدينة ميناكا.
وقال “إذا تحقق هذا السيناريو فإن قاعدة مينوسما (القريبة) قد تعتبر الملاذ الأخير للمدنيين الفارين من العنف”. وحذر من أنه “مع وجود حد أدنى من القوات المالية في المنطقة ونحو 600 جندي من قوات حفظ السلام … فإن قدرة مينوسما محدودة على تنظيم رد فعال”.
وتشير المعلومات الضئيلة الواردة من هذه المنطقة النائية التي يصعب الوصول إليها إلى مقتل مئات المدنيين وتهجير الآلاف في الأشهر الأخيرة في منطقتي ميناكا وغاو إلى الغرب.
وقتل 79 شخصًا على الأقل في الهجوم الذي يشتبه بأنه جهادي واستهدف قرية سيتينغا في شمال بوركينا فاسو ليل السبت الأحد.
وقال رئيس النيجر محمد بازوم في منتصف أيار/مايو “حدودنا مع مالي الآن تحت سيطرة الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى”.