هل تحولت التعديلات الدستورية إلى نقاش تاريخي؟
نواكشوط – مورينيوز -من عمر الحسن – أخذ الجدل الشعبي في موريتانيا حيال التعديلات الدستورية التي يعتزم الرئيس محمد ولد عبد العزيز التقدم بها إلى استفتاء شعبي، أخذ أشكالا متعددة من النقاشات بين عدد من السياسيين والصحفيين والناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي.
وبالرغم من أن هذه التعديلات اقترحت بناء على توصيات حوار جمع أحزاب الأغلبية الرئاسية وبعض أحزاب معارضة الوسط (قاطعته المعارضة التقليدية)، إلا أن شيوخ الأغلبية الرئاسية صوتوا ضد مشروع التعديل ما شكل سابقة في التاريخ السياسي الحديث لموريتانيا.
يقدر عدد الموريتانيين على الشبكات الاجتماعية بنحو مائة وعشرين ألف مشترك، سوادهم الأعظم مشاركون نشطون، وقد انقسموا تقريبا بين فسطاطين، أولهما داعم للتعديلات الدستورية بناء على التعلات التي قدمها المتحاورون من أنها تمجد شهداء المقاومة الوطنية إبان الاستقلال، والثاني فسطاط يجد في التعديلات إلغاء لجيل مؤسسي الدولة وشقا لصف مواطنيها.
وقد تطورت النقاشات، خاصة بين الناشطين السياسيين إلى تحويل الرأي من التعديلات الدستورية رأيا من مرحلة المقاومة، فقد رمى بعض مؤيدي التعديلات خصومهم بالارتهان للاستعمار و”معاونيه”، فيما اعتبر بعض المعارضين للتعديلات إنها استهداف لجيل بعينه، وأحيانا منطقة بعينها.
ويعتبر اعل الشيخ ولد الحضرامي ولد أمم من خلال تدويناته على الفيسبوك أن الرئيس ولد عبد العزيز يدافع عن دماء الشهداء في وجه من يعتبرهم بقايا المستعمر.
في المقابل دشن النشطاء الرافضون للتعديل وسم #محال_تغيير_الدستور للتعبير عن رفضهم للتعديلات المقترحة، وهو الوسم الذي نال نحو 80 ألف تفاعل على الفيسبوك، وهو الوسم المتطابق مع حراك احتجاجي بدأ في تنفيذ بعض الوقفات.
ويرى أحمد ولد سيدي، الباحث الاجتماعي أن الجدل حيال التعديلات الدستورية كان ليمر دون أي ضجة لو أنه لم يتناول رمزيات تحيل إلى تاريخ البلد وترتبط بهوية وثقافة مواطنيه، مضيفا أن ركوب بعض النشطاء على التعديلات لتمرير بعض الرسائل الحادة تجاه جهات وشخصيات بعينها خلق رد فعل حادا.
ولا تزال الشبكات الاجتماعية متفاعلة مع التعديلات الدستورية وسط هذا الجدل الدائر، ولا يعرف ما إذا كانت هذه التعديلات ستمرر عبر التصويت الإيجابي في الاستفتاء الشعبي المرتقب، خاصة وأن المعارضة التقليدية التي قاطعت آخر استحقاقين (تشريعي ورئاسي) لم تفصح بعد عن موقفها منه.
تعليق واحد