لافروف يعد إفريقيا بمساعدة روسية للتصدي للجهاديين
نواكشوط –باماكو – /ورينيوز”-(أ ف ب) –
قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أنه وجه باسم بلده دعوة إلى الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني للمشاركة في القمة الثانية لروسيا وإفريقيا المقررة في الفترة ما بين 27 و29 يوليو المقبل في سانت بطرسبرغ.
ونقلت الوكالة الموريتانية للأنباءعن الوزير القول إنه تناول مع الغزواني العلاقات الروسية الموريتانية وسبل الدفع بها إلى الأمام. وكذلك “بعض الأوضاع الدولية والإقليمية وضرورة تنشيط الحوار من أجل تقديم الأفكار المشتركة، بناء على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. واتفقنا على المزيد من التنسيق في هذا المجال”.
وأضاف: “ناقشنا بعض النقاط الخاصة بالقارة الإفريقية وأشرنا إلى الأوضاع المقلقة في منطقة الصحراء والساحل وضرورة مضاعفة الجهود المشتركة للتصدي بشكل ناجح للتهديد الذي مازال يمثله الإرهاب بل ويزداد خطورة”.
وقال إن الحديث تناول “الحاجة الماسة للمزيد من الجهود، من أجل تسوية عادلة لقضية الصحراء الغربية”.
وكشف الوزير أنه تناول مع الرئيس الحرب في أوكرانيا، مشيرا إلى أن الجانبين “بحثا السبل الكفيلة بالحيلولة دون تأثر البلدين بالانعكاسات السلبية لهذه الحرب خاصة في المجالين الغذائي والطاقوي”.
ووعد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف صباح الثلاثاء دول الساحل وخليج غينيا بدعم موسكو للتصدي للجهاديين والمح الى مساهمة اكبر في إفريقيا التي تواجه على حد قوله “النهج الاستعماري الجديد” للغرب.إعلان
أشاد لافروف بالتحالف الجديد بين مالي وروسيا ضد الجهاديين الذين يرتكبون اعمال عنف دامية في المنطقة، وذلك خلال زيارة الى باماكو وصفها الطرفان بأنها سابقة “تاريخية” من قبل وزير خارجية روسي.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره المالي عبد الله ديوب إن “الحرب ضد الإرهاب هي بالطبع موضوع الساعة بالنسبة للدول الأخرى في المنطقة”. وقال “سنقدم لهم مساعدتنا للتغلب على هذه الصعوبات. وهذا يشمل غينيا وبوركينا فاسو وتشاد وبصفة عامة منطقة الساحل وحتى الدول المطلة على خليج غينيا”.
ووعد لافروف مالي بمواصلة تقديم الدعم العسكري الذي بدأ نهاية عام 2021 بتسليم أسلحة وإرسال مئات الجنود الذين وصفوا وفقا للمصادر بأنهم مدربون في الجيش الروسي أو مرتزقة مجموعة فاغنر الأمنية الخاصة التي تتعرض أنشطتها للتنديد.
انتقادات غربية
كما وعد بتعزيز التزام روسيا في إفريقيا فيما شنت الولايات المتحدة من جهتها حملة دبلوماسية في القارة التي تشهد منافسة اقتصادية واستراتيجية ضارية بين القوى العظمى.
وقال لافروف “سنقدم دعمنا لحل مشاكل القارة الافريقية وننطلق دائما من المبدأ القائل أنه يجب معالجة المشاكل الافريقية بحلول افريقية”. وقال إن سلوك الغربيين في إفريقيا هو نفسه “في كل مكان في العالم” حتى في أوروبا حيث جعلوا أوكرانيا “رأس حربة” لشن “حرب هجينة” على روسيا.
وتابع ان الانتقادات الغربية للتحالف الجديد بين مالي وروسيا “تعكس نهج الغربيين الاستعماري الجديد”.
وزيارة لافروف لمالي التي تشهد هجمات جهادية وأزمة عميقة متعددة الأبعاد، تكرس التقارب الذي أحدثه العسكريون الحاكمون في مالي منذ العام 2021 مع موسكو بعدما قطعوا التحالف العسكري المبرم مع فرنسا وشركائها.
وقبل مغادرته، التقى لافروف رئيس المجلس العسكري الحاكم الكولونيل أسيمي غويتا الذي سيطر على السلطة في 2020.
التقارب الروسي مع إفريقيا يثير قلق الغربيين. شهد غرب إفريقيا على وجه الخصوص عدوى الانقلابات منذ عام 2020 ليس فقط في مالي وأيضا في غينيا وبوركينا فاسو. مهد عدم الاستقرار في منطقة الساحل الطريق للوجود الروسي. بعد مالي، طلبت بوركينا فاسو التي تشهد أيضا أعمال عنف جهادية رحيل القوات الخاصة الفرنسية.
“أجندات خفية”
وأكد لافروف أنه بفضل الدعم الروسي “تمكنت مالي من تنفيذ عمليات فعالة” ضد الجهاديين وهو موقف أيده ديوب. ولم يذكر الاخير الشحنات العسكرية فحسب بل أشار أيضا إلى التعهدات التي قطعتها موسكو لضمان إمداد هذا البلد الفقير بالحبوب والأسمدة والمحروقات بانتظام.
ويشارك الكولونيل غويتا شخصيا في قمة روسية افريقية في تموز/يوليو في سان بطرسبرغ.
تحدث وزير الخارجية المالي عن “محور باماكو-موسكو”. وقال إن “مالي تتضامن مع روسيا في مسألة العقوبات” داعما رفض العديد من الدول الإفريقية إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا.
رفض الوزيران الانتقادات الغربية للتحالف الروسي المالي وانتهاكات حقوق الإنسان المنسوبة إلى العناصر الأجنبية في البلاد.
وقال ديوب “لن نستمر في تبرير أنفسنا لاختيار شركائنا … روسيا هنا بناء لطلب مالي وتستجيب روسيا بفعالية لحاجات مالي” من خلال تعزيز قدراتها الدفاعية.
قبل أقل من 48 ساعة من وصول لافروف، أعلن المجلس العسكري الحاكم طرد رئيس قسم حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) غيّوم نغيفا-أتوندوكو أندالي من باماكو.
ويأتي القرار بعدما نددت مجموعة حقوقية مالية الشهر الماضي أمام الأمم المتحدة بالوضع الأمني في البلاد، متّهمة شركاء المالي العسكريين الروس بارتكاب انتهاكات خطرة لحقوق الإنسان.
واكد ديوب انه “يتم استغلال ملف حقوق الإنسان وتسييسه لأجندات خفية”.