رئيس إيفاد يدعو قادة الحكومات إلى زيادة الاستثمار في أفقر سكان العالم
روما، 14 شباط/فبراير 2023– لقد حان الوقت لقادة العالم لتسريع العمل من أجل الأمن الغذائي من خلال تكثيف الاستثمارات في المجتمعات الريفية وصغار المزارعين الذين ينتجون ثلث الغذاء في العالم، كما قال رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد)، ألفارو لاريو، في نداء عاجل في الاجتماع السادس والأربعين لمجلس محافظي الصندوق في روما اليوم.
قال لاريو لرؤساء الدول والقادة الحكوميين وممثلين من 177 دولة أعضاء بالصندوق “أدعوكم للتفكير في مقدار مساهمة سكان الريف في الأمن الغذائي العالمي والسلام والاستقرار إذا كانت لديهم الموارد اللازمة لتحسين مزارعهم وأعمالهم وتحقيق الازدهار، وليس لمجرد البقاء على قيد الحياة”.
كما صرحت ميا أمور موتلي، رئيسة وزراء باربادوس، في بيانها أمام المندوبين “هذه لحظة لكي يدرك العالم أننا بحاجة إلى الاستثمار الآن في تأمين الغذاء والتغذية للمواطنين في جميع أنحاء الكوكب، وخاصة الفقراء. للاستثمار في زراعة أصحاب الحيازات الصغيرة. للاستثمار في الإنتاج المحلي المتنوع وتحويل النظم الغذائية. للاستثمار في إنهاء أزمة الجوع والتغذية في العالم “.
في الوقت الذي يشرع فيه الصندوق في التجديد الثالث عشر لموارده، وهي عملية تشاورية مدتها عام تجتمع خلالها الدول الأعضاء للاتفاق على توجهات استراتيجية وتعبئة الأموال التي يقدمها الصندوق كقروض ميسرة ومنح إلى البلدان النامية، شدد لاريو على التحديات غير المسبوقة والظروف الأليمة التي تواجه العالم الآن.
“العالم في أزمة دائمة”، كما قال لاريو، “سيستمر ذلك طالما أننا نستجيب لكل حالة طوارئ بمعزل عن غيرها، دون استثمارات تكميلية في حلول شاملة طويلة الأجل”. وأضاف “إن إصلاح المشكلة أقل تكلفة من الاستجابة لحالات الطوارئ. وكلما تأخرنا، ارتفعت التكاليف”.
تعددت الأزمات، بما في ذلك تغير المناخ والصراعات والتضخم العالمي، فخلقت أزمة غذائية ذات أبعاد مهولة، حيث يتراجع التقدم في تحقيق القضاء على الجوع. في الوقت الحالي، يعاني أكثر من 1 من كل 10 أشخاص من الجوع. كما أن أكثر من 3 مليارات شخص لا يستطيعون تحمل تكاليف نظام غذائي صحي.
أوضح الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، في خطابه الرئيسي، الآثار الحقيقية للجوع التي تعيشها بلاده.
قال حسن محمود “في الصومال، نأخذ الأمن الغذائي على محمل الجد. في الواقع، لقد ذكرت مرات عديدة من قبل أن الأمن الغذائي هو جزء أساسي من الأمن القومي لحكومتي. وبهذا المعنى، فإن القول المأثور بأن “الشخص الجائع هو شخص غاضب” صحيح “.
وأضاف “لدينا التحدي المتمثل في إعادة بناء مستقبل مأمول لأشخاص يتمتعون بالمرونة الحقيقية ويستحقون قاعدة ابتكارية قوية لمعالجة الأمن الغذائي والتنمية المستدامة”.
وفقًا لأحدث إحصاءات التصنيف الدولي لحالة الأمن الغذائي المتكامل، تعاني أجزاء من الصومال من انعدام الأمن الغذائي بشكل كبير، تمامًا كما يعاني ملايين آخرون من الجوع الكارثي في جميع أنحاء العالم.
الاستثمارات في الزراعة فعالة في الحد من الجوع والفقر. الناتج المحلي الإجمالي الذي تولده الزراعة، على سبيل المثال، أكثر فاعلية بمرتين إلى ثلاث مرات في الحد من الفقر من النمو في أي قطاع آخر. وشدد رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية على أنه “بخلاف الأرقام، يوجد الناس: الثلاثة مليارات شخص الذين يعتمدون على الزراعة الصغيرة في غذائهم وسبل عيشهم”.
في حفل إطلاق التجديد الثالث عشر لموارد الصندوق (التجديد الثالث عشر)، خاطبت سفيرة النوايا الحسنة للصندوق، سابرينا دوري إلبا، المحافظين في رسالة بالفيديو قائلة “لست بحاجة إلى إخباركم بمدى إلحاح الحاجة. هناك ثمانمائة مليون من النساء والأطفال والرجال يعانون من الجوع لدرجة لا تسمح لهم بعيش حياة طبيعية ومنتجة”، وأضافت “الناس الذين يزرعون طعامنا ليس لديهم ما يكفي لإطعام أنفسهم”.
يهدف الصندوق إلى تحقيق زيادة حقيقية كبيرة في مساهمات الدول الأعضاء لتوسيع تأثيره في جميع أنحاء العالم. تمثل التزامات التجديد الثالث عشر لموارد الصندوق فرصة لتحديد المسار نحو أمن غذائي أفضل وفقر أقل، بعد عقود من قلة الاستثمار في الزراعة الصغيرة.
قال لاريو “يكرس الصندوق جهوده لضمان حصول السكان الذين نخدمهم، والذين ينتجون الكثير من غذائنا، على الدعم الذي يحتاجون إليه ليأخذوا زمام المبادرة في بناء سبل عيشهم وقدرتهم على الصمود”، وأضاف “إنهم ليسوا ضحايا مكتوفي الأيدي ولكنهم قوة هائلة من أجل التغيير”.