“القناع” في جامعة نواكشوط وفي الشوارع والاسواق ظاهرة جديدة تثير الجدل
نواكشوط- “مورينيوز”-من أم الخير محمد-
تنتشر في نواكشوط في شكل لافت منذ فترة، ظاهرة ارتداء النساء لقطعة قماش توضع على الوجه بحيث لا يظهر منه سوى العينين، اللتين تغطيان في الغالب بنظارات.
وتعتبر هذه القطعة نوعا من محاكاة قناع كان مستخدما في المغرب ومازال في بعض المناطق الريفية.
و يلاحظ في الشوارع والأسواق وفي حافلات نقل الطلاب تكاثر أعداد “المقنعات”.
وقالت رملة لـ”مورينيوز” و حافلة ملتقى طرق مدريد تتحرك ببطء سلحفاة إلى جامعة نواكشوط: ” عزمت على أن لا أذهب إلى مكان عام دون أن أرتدي قطعة القماش هذه التي تستر وجهي بعد أن غازلني شاب بتعليق على وجهي وأنا في السوق”.
ورملة طالبة في قسم التاريخ بجامعة نواكشوط تعد شهادة الماستر . وهي تقول إنها “حساسة تجاه هذا النوع من التصرفات” ، وتضيف أنها وجدت القناع “مفيدا على أصعدة أخرى”.
ويتوقف حديث رملة بتوقف الحافلة قليلا عند بقالة “بيگ ماركت” غربي نواكشوط ، حيث انضمت إلينا ثلة من الركاب وقف بعضها وجلس البعض الآخر على الأرضية في تجاهل لتعليمات ملصقة على “الباص” بعدم الجلوس عليها”
وقالت لفقيها وهي طالبة أخرى لـ “مورينيوز” : “أمضيت فترة قبل أن أقتنع بارتداء هذه القطعة لكنها أعجبتني لأهميتها في المحافظة على البشرة”..
وفي السياق نفسه يتحدث اعلي وهو تاجر للأدوات المدرسية في سوق العاصمة معتبرا أنها ” جيدة ومفيدة للمرأة؛ تحجبها عن الشمس والغبار وتساعد في سترها” ..
يكثر اختيار الفتيات والنساء للقطع ذات اللون الأبيض أو الفاتح بشكل عام، وهي أقل امتصاصا لحرارة شمس نواكشوط الحارقة التي يعتقد أنها شجعت كثيرات على ارتداء هذه القطعة.
و في البداية بيعت قطع القناع في كليات الجامعة بأسعار مرتفعة، مع أنها تُصمم من أبسط أنواع قماش الملاحف التي يتم ارتداؤها في الأوقات الاعتيادية.. ويشبه هذا النقاب في تركيبته ما تضعه النساء المغربيات في الريف.
غير أن بائع الكتب محمد يعترض على استخدام هذا “النقاب” أو “القناع”..
وقال محمد لـ” مورينيوز” وهو جالس في محله لبيع الكتب في سوق نواكشوط بعد أن رمى في فمه حبة نبق: “لا أؤيد إطلاقا هذه الظاهرة إذ أثرت سلبا على كثيرات لسبب استعمالاتها السلبية” على حد قوله.
وأضاف: “أعرف شبابا اعترفوا أنهم صاروا يحتقرون من ترتديها بسبب بعض التجارب”، حسب تعبيره.
ومن الآراء السلبية المتداولة في أوساط الطلاب كما التقطتها مراسلة “مورينيوز” أنه لوحظ وفق ما تقول إحداهن “أنها أصبحت وسيلة للتهرب من لقاء صديق أو قريب ما في الشارع أو سيارات الأجرة…لما قد يترتب على ذلك أحيانا من تبعات، فمثلا يمكن لمن ترتدي قناعا ونظارة أن تتحرر من عادة تقديم الأجرة عن أحد معارفها أو أقاربها”.
وتقول أخرى: “تستعمل هذه الظاهرة أيضا في بعض الأحيان وسيلة للغش، فقد يصعب على المراقبين تمييز مصدر صوت من ترتديها في قاعة الامتحان، وفي حالات أخرى طريقة خلاص ناجعة لمشاغبات الفصل لإخفاء أحاديثهن الجانبية” حسب قولها.
وترتفع أصوات تنتقد هذه الظاهرة فيما تعتبرها أصوات أخرى أقرب إلى “”الستر وصون الجمال” كما قال أحدهم.