حرب الضرائر…/ المرتضى محمد أشفاق
من كان يتصور أن يرى ظاهرة التعدد بين الرجال والرجال، كتبت مرة عن زواج المتعة في المواسم السياسية، وفتاوي فقهاء الطواري، والأعمال العرفية، حول حلية جمع محرمات الجمع، والقصر في مسافة العدد، هل تبيحها النوازل، وجهاد النكاح…
مواسم السياسة، تشبه كثيرا أيام السوق التي تعرفها بعض المناطق الشرقية، وينتظرها الناس، ليظفروا ببضاعات مختلفة الأنواع، متعددة الأشكال، ويتخلصوا من بضاعتهم التي لا تلقى الإقبال..
اليوم نرى سوق الأصوات وقد عرفها الناس مع محنة الديمقراطية..فتصويتنا ليس على برامج، ولا على مشروع سياسي، جالب للتنمية والرفاه، بل لمن يدفع أكثر، وليذهب الوطن، والمواطن، والتنمية إلى الجحيم..
تطورت سوق الأصوات، وباع الناس أنفسهم بالأيمان الكاذبة، والوعود الزائفة، والعهود المخلفة..
وجاهر الناس بتعدد الولاءات، فعُقد القران على القران، ولم يظفر أي من المستنكِحين بخلوة ولا ببناء..وظل الرجل العروس يتنقل من قبة إلى قبة، ومن فراش إلى فراش، يجمع مهوره، ويتحسس حجم جيبه، ويضرب برجله على الأرض، وبلسانه على الطفل ليُرى ما خفي من زينته، وما بدا…
تتخلل المشهد محطات مسلية أحيانا من مشاهد حرب الضرائر، حين يجتمعون على صعيد واحد، ويتبادلون فقرات التقشير عن العظام، وسرديات الطعن في الأنساب، وسوابق خفة اليد، والفضائح على البرانيين، وقد ينزل النزال إلى استحضار تاريخ بعيد، فيه البول على الفراش، والكذب على التجار لأخذ بضاعتهم برسالة مختلفة..وينتهي المشهد، فلا يعرف المعدَّد له، نية، ولا فعل المعدِّد، حين يخلو بنفسه وراء الستار، مثل زوج البغي الذي لا يعلم هل جاءت زوجه بولد من ماء غيره…فما عليه إلا قبول الاكتواء بنار الشك، فالولد واجب الإلحاق، وكامل الحقوق، وإن على كره..