أغلبية تنتظر “الخليفة” ومعارضة على “ربوة الشك”
نواكشوط- “مورينيوز”- من عمر ولد الحسن – في ما يشبه الانتظار والترقب يغرق السواد الأعظم من السياسيين الموريتانيين من الأغلبية الرئاسية هذه الفترة في انتظار أن تضع قيادة الأغلبية اللمسات الأخيرة على شكل ونمط الفعل السياسي في التعديلات الدستورية المرتقبة، والتي أعلن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز عزمه التوجه بها إلى استفتاء شعبي بعد أن رفض مجلس الشيوخ تمريرها.
في المقابل لا يبدو حراك المعارضة (الراديكالية) أكثر نشاطا، ما فسره البعض على أنه مؤشر يقصد الحكومة والرئيس في فتح باب الحوار مواربا، خاصة وأن بعضا من النشاط والانسجام دخل على تشكيلات هذه المعارضة إبان أزمة الشيوخ وإسقاطهم التعديلات.
يرى مراقبون أن كل هذا الحراك، بما فيه رفض الشيوخ للتعديلات الدستورية هو صراع أجنحة داخل الأغلبية التي تملكتها الحيرة في هوية الرئيس القادم لموريتانيا، والواقع حسب محلل سياسي أن “الحظوة” التي تقتتل عليها الأغلبية سياسيا هي “التزكية” التي ألمح الرئيس ولد عبد العزيز إلى أنه سيمنحها لأحد المرشحين، والتي ستدفع في الغالب جزء كبيرا من الأغلبية الحالية ليكون تلقائيا في رصيد المرشح القادم.
تعول شخصيات داخل الأغلبية على معايير عديدة قد يأخذها ولد عبد العزيز بعين الاعتبار إذا ما قرر دعم إحدى الشخصيات المدنية، لكن المعايير الحقيقية غير معروفة سوى لشخص ولد عبد العزيز، الذي عرف عنه حبه لمخالفة التوقعات.
ولا يحتاج المرء لكبير عناء حتى يرى الشخصيات التي تدفع بنفسها (إن لم نقل ترمي) إلى ولد عبد العزيز طمعا في أن يرشحها إلى كرسي الرئاسة، غير أن تعامل الرئيس “البارد” معها جميعها، وقبوله بانقسام مناصريه أمام ناظريه خلف قدرا من الانطباعات السيئة لدى بعض مواليه وكبار معاونيه، وهو ما استدعى منه مؤخرا بعد عزمه التوجه للاستفتاء، أن يأمر برأب الصدع بين القطبين الرئيسيين في أغلبيته، الوزيرين الأولين، السابق مولاي ولد محمد لغظف، والحالي يحيى ولد حدمين، في مكتب رئيس الحزب الحاكم سيدي محمد ولد محم.
على ربوة من الشك تقف المعارضة المقاطعة، لا تجد حرجا في القول بأن ولد عبد العزيز سيخلف دمية يحكم بها القصر، ولا يجد موالون حرجا في الرد بأنهم يتمنون ذلك.. غير أن المعارضة المقاطعة، والتي يجمع أغلبها إطار منتدى الديموقراطية والوحدة لم تحسم بعد خيارا موحدا تنطلق منه نحو الاستفتاء الدستوري، ومن بعده الاستحقاقات الرئاسية بعد عامين، وإن بدت أقرب إلى مقاطعة الاستفتاء والمشاركة في الرئاسيات.