ماذا أراد دي سوزا من ولد عبد العزيز؟.. هل تخطو موريتانيا نحو السيدياو؟
نواكشوط- “مورينيوز”- من عمر ولد الحسن – التقى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أمس الجمعة رئيس لجنة مجموعة غرب إفريقيا الاقتصادية (سيدياو) مارسيل آلين دي سوزا في القصر الرمادي بالعاصمة نواكشوط، وإذا كانت قضايا غامبيا ومكافحة الإرهاب قد تصدرت النقاش فعلا، فإن عودة الشراكة بين موريتانيا والمنظمة ستعود قريبا، بعد مطالبات متكررة بذلك في موريتانيا حسب مراقبين.
وفي تصريح له عقب اللقاء قال دي سوزا إن الوساطة المشتركة بين الرئيسين الموريتاني ولد عبد العزيز والغيني آلفا كوندي لحل أزمة غامبيا وتسليم السلطة فيها كانت من بين النقاط التي مر عليها الحديث أثناء لقائه ولد عبد العزيز.
وأشار رئيس سيدياو إلى أن التنسيق بين الفاعلين في مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل وتعزيز الجهود بينهم، كموريتانيا ومجموعة سيدياو والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي كانت محل نقاش مستفيض، خاصة وأن اجتماعا سيعقد في العاصمة الأوروبية في الرابع من إبريل الجاري بين بعض المجموعة والاتحاد الأوروبي.
وعبر دي سوزا عن المخاوف المشتركة أمنيا من لدى موريتانيا وسيدياو والفاعلين الآخرين من تدفق محتمل للإرهابيين من العراق التي تشهد عمليات لاستعادة مدينة الموصل، أو سوريا وليبيا حيث ينشط بشكل أساسي هذا التنظيم.
في الظاهر بدت محادثات موريتانيا والسيدياو مركزة على مجالات الاستثمار والطاقة والنقل، غير أن مصادر مأذونة في القصر الرئاسي الموريتاني صرحت لمورينيوز بأن موريتانيا على وشك استعادة مقعدها في المجموعة لغايات يراها الرئيس ولد عبد العزيز استراتيجية.
وكانت المجموعة قد دفعت بقوات عسكرية إلى غامبيا إبان أزمة رفض الرئيس السابق يحيى جامي تسليم السلطة إلى الرئيس المنتخب آداما بارو، وهو التدخل الذي تحفظت عليه موريتانيا، خاصة مع إصرار السنغال عليه.
موريتانيا العضو المؤسس في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا عام 1975 كانت قد انسحبت من المنظمة الإقليمية عام 2000 وعللت ذلك برغبتها في التفرغ لتفعيل الإطار الإقليمي الوليد “اتحاد المغرب العربي” والذي لم يفعل حتى اليوم بشكل فعلي، غير أن مسؤولين في الحكومة الموريتانية حينها عزو الأمر إلى تنصل موريتاني من الدخول في المنظومة الإفريقية وسعي لتعزيز العلاقات العربية لأسباب تتعلق بهوية الدولة.