تواصل عمليات إجلاء رعايا فرنسيين وأوروبيين من النيجر وباريس تأمل في إنهائها الأربعاء
فرانس24/ أ ف ب
تواصل فرنسا الأربعاء إجلاء مدنيين فرنسيين وأوروبيين من النيجر إثر انقلاب الأسبوع الماضي، في أول عملية من نوعها بهذا الحجم بمنطقة الساحل، حيث تكررت الانقلابات منذ 2020. وتأمل السلطات الفرنسية في إنهائها الأربعاء. من جهتها أوضحت هيئة الأركان أن إجلاء الجنود الفرنسيين المتمركزين في النيجر “ليس على جدول الأعمال”.
وتواصلت الأربعاء عملية إجلاء جوي لمدنيين فرنسيين وأوروبيين من النيجر إثر انقلاب الأسبوع الفائت ضد الرئيس المنتخب محمد بازوم من طرف عسكريين.
وأقلعت أول طائرة تقل فرنسيين وآخرين، مساء الثلاثاء من نيامي، وهبطت في مطار رواسي شارل ديغول في باريس.
وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا “هناك 262 شخصا على متن الطائرة من طراز إيرباص إيه 330، بينهم 12 رضيعا”، مضيفة أن “الغالبية الكبرى من الركاب هم من مواطنينا”، إضافة إلى “بعض المواطنين الأوروبيين”.
وإضافة إلى العدد الكبير من الفرنسيين، كان على متن الطائرة التي هبطت أيضا لبنانيون ونيجريون وبرتغاليون وبلجيكيون وإثيوبيون، حسبما ذكرت وزارة الخارجية.
ولدى وصولهم، حضر نحو عشرين عنصرا من الصليب الأحمر الفرنسي لتقديم زجاجات مياه ووجبات خفيفة.
وتسعى السلطات الفرنسية إلى أن تنهي عمليات الإجلاء الجوي بحلول منتصف يوم الأربعاء، وخصصت باريس مبدئيا أربع طائرات لإجلاء المدنيين، وغالبيتهم من رعاياها.موفد فرانس24 متحدثا عن إجلاء الفرنسيين من النيجر
وأضافت كولونا “هناك 600 فرنسي أعربوا عن رغبتهم الواضحة في المغادرة، وهناك أقل بقليل من 400 أوروبي” أبدوا أيضا هذه الرغبة.
وتابعت “قلنا إننا نأمل بأن تتم عملية الإجلاء إذا أمكن خلال 24 ساعة، من ظهر اليوم حتى ظهر الغد”.
وفي وقت سابق، أوضحت هيئة الأركان أن إجلاء الجنود الفرنسيين المتمركزين في النيجر “ليس على جدول الأعمال”.
في السياق ذاته، أعلنت إيطاليا أنها مستعدة لإجلاء رعاياها من نيامي في طائرة مستأجرة خصيصا.
بدورها، نصحت ألمانيا رعاياها في نيامي بالمغادرة.
من جانبه، أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لم تتخذ أي قرار إجلاء في الوقت الحالي.
اقرأ أيضاالانقلاب في النيجر: تشاد “الوسيط الأنسب” بحكم علاقاتها المتوازنة مع طرفي الأزمة
بررت باريس قرار الإجلاء “بأعمال العنف التي تعرضت لها سفارتنا أمس الأول (الأحد) وإغلاق المجال الجوي الذي يحرم رعايانا من أي إمكان لمغادرة البلاد بوسائلهم الخاصة”.
وقال كثير من الفرنسيين لوكالة الأنباء الفرنسية إنهم لا يريدون مغادرة النيجر في هذه المرحلة. وكتب مواطن فرنسي يعمل في منظمة إنسانية في البلاد لم يرغب في كشف اسمه في رسالة “حاليا، سأبقى هنا!”، في حين بدأ آخرون حزم أمتعتهم.
ويبدو أن فرنسا، قوة الاستعمار السابقة في منطقة الساحل والداعمة للرئيس بازوم، هي الهدف الرئيسي للعسكريين الذين يتولون السلطة في النيجر بعدما أطاحوا بازوم.
“إعلان حرب”
والإثنين، اتهم هؤلاء فرنسا بالسعي إلى “التدخل عسكريا” في النيجر، الأمر الذي نفته وزيرة الخارجية الفرنسية.
وتوعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد الانقلابيين بالرد “فورا وبحزم” على أي هجوم يستهدف مواطني فرنسا ومصالحها في النيجر.
وفي مؤشر عن التوتر الإقليمي، حذرت السلطات في واغادوغو وباماكو الاثنين في بيان مشترك من أن أي تدخل عسكري في النيجر لإعادة بازوم إلى الحكم سيكون بمثابة “إعلان حرب على بوركينا فاسو ومالي”.
وتعد النيجر من أفقر دول العالم على الرغم من مواردها من اليورانيوم. واعتبرت المفوضية الأوروبية الثلاثاء أنه “لا خطر” على إمدادات الاتحاد الأوروبي من اليورانيوم بعد الانقلاب في النيجر، الدولة التي تمثل ربع الإمدادات الأوروبية، بسبب المخزونات الموجودة بالفعل.
وباتت النيجر التي تقوضها هجمات جماعات مرتبطة بتنظيمي “الدولة الإسلامية” والقاعدة، ثالث دولة في المنطقة تشهد انقلابا منذ عام 2020 بعد مالي وبوركينا فاسو.