إقالة ولد عبد العزيز للواء معيوف.. غضبة أم ترقية؟
نواكشوط – “مورينيوز” – من عمر ولد الحسن – أثارت إقالة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز للواء لبات ولد معيوف من على رأس كتيبة الأمن الرئاسي تساؤلات لدى عدد من المراقبين للشأن الموريتاني لكونها أتت في وقت مفاجئ، ولطبيعة العلاقة التي تربط بين الرئيس واللواء معيوف في الأصل.
وقد أثار قرار الرئيس عزل ولد معيوف عن منصبه وهو الذي لم يكمل بعد فيه عامه الثاني (تم تعيينه في 1 أكتوبر 2015) تكهنات بكون الرجل مهيئا لمهمة أخرى في الأيام القليلة القادمة خاصة مع استمرار حركة التعيينات والترقيات في الجيش منذ مطلع العام الجاري، والنبرة الخاصة، وفق البعض، التي افتتح بها ولد عبد العزيز آخر مؤتمر صحفي محييا القوات المسلحة رغم أن موضوع المؤتمر كان بالدرجة الأولى تعديلات مقترحة للدستور الموريتاني.
الجنرال لبات ولد معيوف أحد القادة العسكريين المقلين، إذ يتفادى في الغالب الظهور في التجمعات والمحافل العامة، وسبق أن أوكلت إليه مهمة قيادة جهاز أمن الطرق لفترة وجيزة قبل أن ينتقل إلى كتيبة الأمن الرئاسي، وتشير بعض المصادر إلى أن سجله نظيف من الناحية المالية والأخلاقية، ما جعل الرئيس عزيز يثني عليه مرات أمام قادة الجيش.
وأفاد مصدر عسكري لمورينيوز بأن ولد معيوف تلقى تحذيرات عديدة من بعض ضباط كتيبة الأمن الرئاسي أن نمط عمله قد لا يتفق مع الشكل الذي رسمه الرئيس ولد عبد العزيز لعمل الوحدات الخاصة وقطاعات الجيش منذ تقلده منصب الرئاسة، فقد سعى ولد معيوف إلى خلق قنوات للتنسيق بين الأجهزة الأمنية المرتبطة بالأمن الرئاسي، أو تلك التي تلتقي معه في مهام محددة، فيما يقول المصدر إن ولد عبد العزيز أسس لنظام تنسيق شبكي، يلتقي جميعه عند الرئيس نفسه، ولا يسمح فيه أن تنسق القطاعات الكبرى مع بعضها دون أمر مباشر منه، ولم يتسن لمورينيوز أن تتأكد من صحة هذه المعلومات.
وإضافة إلى الجانب المهني، استغرب مراقبون قرار الرئيس عزل ولد معيوف أياما فقط بعد وفاة والده العقيد فياه ولد معيوف، لعاملين أولهما المكانة المعنوية التي يتمتع بها والده الراحل في صفوف الجيش، وثانيهما المكانة الاجتماعية (القبلية) والتي انتقلت الميزات المترتبة عليها تلقائيا إلى الجنرال لبات برحيل والده.
غير أن متابعين آخرين توقعوا أن ولد معيوف سوف يعين قائدا للمنطقة العسكرية الأولى خلفا للواء الراحل عثمان ولد العبيد الاحمر الذي وافته المنية السبت الماضي فاتح إبريل 2017.
وتبقى كل التكهنات التي يطرحها المتابعون مفتوحة في انتظار أن تظهر الأيام القادمة حقيقة ما إذا كان قرار ولد عبد العزيز عقابيا، أو تهيئة للجنرال نحو محطة قادمة.