السلطات تفتح سجن ولاتة سيئ الصيت أمام الصحفيين
ولاته (موريتانيا) – من الشيخ بكاي – قال ناجون من نزلاء سجن ولاتة سيئ الصيت خلال زيارة قام بها صحفيون ومسؤولو حقوق الإنسان إن الظروف في الحصن الفرنسي السابق تحسنت في شكل كبير منذ موت أربعة سجناء سياسيين بفعل سوء المعاملة.
وتركز الاهتمام الدولي على هذا السجن القاسي الواقع على بعد 1300 كيلومتر (800 ميلا) جنوب شرق العاصمة نواكشوط ، في الشهر الماضي عندما تحدثت منظمة العفو الدولية المهتمة بحقوق الإنسان – ومقرها لندن- عن الوفيات وسوء الأوضاع.
وفي ذلك الحين، تم القبض على رئيس السجن ومساعد له، وأمرت الحكومة بفتح تحقيق.
وقال لي مامادو بوكار (38 عاما) ، وهو وزير سابق للداخلية -دخل السجن منذ اكتوبر 1987 لدوره في محاولة انقلاب مع موريتانيين سود آخرين-: ” قال لنا الضابط الذي كان مكلفا بالسجن إننا أرسلنا إلى هنا لنموت”.
وأبلغ لي فريقا صحفيا سمح له بزيارة السجن نهاية الأسبوع الماضي إضافة إلى غالي ولد عبد الحميد رئيس الرابطة الموريتانية لحقوق الإنسان: ” كان يكرر دائما: يمكنني أن أقتلكم وأقول إنكم متم بالإسهال”.
ويشكل الـ 32 عسكريا المسجونون هنا الجناح العسكري لقوات تحرير الأفارقة السود في موريتانيا التي حاولت العام الماضي إسقاط حكم الرئيس معاوية ولد سيد احمد الطايع الذي جاء إلى السلطة في انقلاب غير دموي عام 1984.
وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير صادر في الـ 21 نفمبر إن الحكومة الموريتانية أكدت وفاة سجناء سياسيين هم الكاتب تن يوسف غي، والشرطي با عمار ألسان، الملازم با عبد القدوس، ووزير الصحة السابق دجيغو تافسيرو.
وقال التقرير إن السجناء في سجن ولاتة المقام منذ الثلاثينات والمعزول في وسط الصحراء يخضعون لظروف قاسية جدا، ويعانون من سوء التغذية، ولا يتلقون عناية طبية.. وتفاقم الظروف المناخية هذه الوضعية.
وتحدثت المنظمة أيضا في تقارير غير رسمية عن وفاة ثلاثة آخرين هم لي ممادو والصحفي صار إبراهيما والمهندس مختار آمادو صو. وعلى أية حال فقد قابل الصحفيون هؤلاء الثلاثة خلال الزيارة إلى ولاتة.
وبدا كل السجناء الذين تمت رؤيتهم في صحة جيدة، وبدت ظروف السجن عادية خلال الزيارة. وقال المسؤولون إنه ستفتح الزيارة أمام الأسر. وبعد أخبار الوفاة وعدت الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة.
وتم نقل 31 من السجناء المدنيين إلى مدينة عيون العتروس الواقعة على بعد 300 كيلومتر ( 185ميلا) إلى الغرب من هنا. وسجن المدنيون عام 1986 بعد توزيع وثيقة بعنوان ” مانيفستو” الموريتاني الأسود تتهم الحكومة بالعنصرية.
ويهيمن على الحكومة موريتانيون من أصل عربي و بربري، ويعارض السود الذين هم من الجنوب تلك الهيمنة في شكل متزايد.
وشرير سجن ولاتة كما يقول النزلاء هو الملازم غالي الذي لا يفرض فقط ظروفا قاسية من العمل القسري وسوء التغذية ، إنما يعرض السجناء – أيضا- لسوء المعاملة في شكل منتظم . وقال عبدو اللاي ماليكل: ” كنا نأكل الأرز في الماء فقط على مدى تسعة أشهر ، لكن كان هناك تحسن منذ مايو الماضي بعدما نحي غالي”. وقال السجناء إن نقطة التحول الحقيقية كانت بعد زيارة قام بها وزير الداخلية جبريل ولد عبد الله ولقائه بهم.
وقالت الحكومة الموريتانية إنه تم اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد كل المتورطين بما فيها اعتقال الضابط الذي كان مكلفا بالسجن.
وقال رئيس الرابطة الموريتانية لحقوق الإنسان بعد الزيارة إنه راض عن الوضعية الحالية للسجناء لكنه حث الحكومة الموريتانية على فرض عقوبات قصوى ضد كل المتورطين في سوء معاملة السجناء.
ترجمة من الإنجليزية النص الأصلي
تعليق واحد