موريتانيا أمام التعاون الإسلامي: الوضع الفلسطيني سيئ بدرجة غير مسبوقة
نواكشوط، مورينيوز
أكدت الحكومة الموريتانية، أمس، أن «الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وصلت درجة من السوء لم يسبق لها مثيل، يواجه الشعب الفلسطيني فظائع جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على المدنيين ومساكنهم ودور العبادة، والمستشفيات والمدارس في ظل حصار غاشم يمنع عن المواطنين الغذاء والوقود والماء، يفوق كل تصور».
وجاء هذا التأكيد في سياق خطاب ألقاه وزير الخارجية الموريتاني، محمد سالم مرزوك، أمام اجتماع عقدته اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي، صباح الأربعاء، بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، لبحث تطورات العدوان العسكري الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، والعمل على اتخاذ موقف موحد لإيقاف هذا العدوان البشع الذي خلف الكثير من الخسائر البشرية والمادية.
وأكد : «الفظائع التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني بلغت ذروتها أمس بالقصف الإسرائيلي المتعمد لمستشفى المَعْمَدَاني بمدينة غزة والذي خلف مئات الشهداء والجرحى من بين المدنيين الفلسطينيين المرضى والمراجعين لهذا المرفق الطبي وغيرهم، وهي جريمةُ حرب بامتياز تعكس بوضوح تَنَكُّر الاحتلال الإسرائيلي التام لكل المعايير الأخلاقية ولأبسط مبادئ القانون الدولي الإنساني». وقال: «لقد أعلنت بلادي الحداد ثلاثة أيام بهذه المناسبة الأليمة، ونحن نتساءل: هل فقد العالم صوابه؟ أين القوانين والمواثيق الدولية؟ أين حقوق الإنسان؟ ما معنى التجاهل الدولي لهذه المأساة؟ ما معنى فشل مجلس الأمن الدولي وعجزه عن النهوض بمسؤولياته باتخاذ قرار يرْقى إلى مستوى الحدث ويفرض إيقاف جرائم الحرب التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي؟ ما معنى استمرار غلق كل منافذ قطاع غزة منعاً لوصول أي مساعدات إنسانية، وتخيِير إسرائيل سكان غزة بين التهجير والتدمير؟».
وتابع: «إن اجتماعنا اليوم في جدة، بجوار بيت الله الحرام، ومدينة نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، يقول الوزير الموريتاني، ينبغي أن يُلْهِمَنا الصواب، ويعيننا على اتخاذ الموقف السليم من التحديات الراهنة التي تواجهها قضية الأمة الإسلامية الأولى، القضية الفلسطينية».
واقترح الوزير مرزوك «أن توجه منظمة التعاون الإسلامي رسالة واضحة للمجتمع الدولي، تتضمن الاستنكار الشديد للصمت الدولي على المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي يومياً ضد المواطنين الفلسطينيين العُزل والتي كان آخرها مذبحة مستشفى المَعْمَداني؛ كما تتضمن دعوة المجتمع الدولي إلى أن يتحمل مسؤولياته كاملة لحَمْل قوات الاحتلال الإسرائيلي على وقف عدوانها الوحشي على الشعب الفلسطيني».
وطالب «بفك الحصار المفروض على قطاع غزة، وفتح المعابر أمام وصول المساعدات الإنسانية والإغاثات المختلفة، كما طالب «بالعمل على توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني».
وأضاف: «وفي هذا السياق، تجدد بلادي موقفها الثابت من القضية الفلسطينية وضرورة إيجاد حل نهائي لها يحفظ للشعب الفلسطيني الشقيق حقه المشروع في السيادة والكرامة في إطار دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف طبقاً لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة».