الإجتياح البري لغزة سيلحق أضرارا كبيرة بإسرائيل، لأن حماس مستعدة له جيداً
في تطورات حرب (طوفان الأقصى)، يبدو لي، أن إسرائيل مصرة على الإجتياح البري لقطاع غزة، ولكن في الوقت الذي تراه مناسباً لها، خاصة من الناحية الشعبية، والسياسية، والعسكرية، بل والدولية… ومن الخبث، والخطورة، أن خطتها هي الاجتياح بالتدريج، وعلى مراحل…
والهدف هو إبادة حركة حماس وقدرتها العسكرية، وسحق المقاومة الفلسطينية، وافراغ قطاع غزة من معظم سكانه، علماً أن القصف الإسرائيلي الكثيف براً وبحراً وجواً، ادى لحينه إلى ترحيل 600 ألف فلسطيني من المناطق الشمالية في قطاع غزة…
ولكن الحقيقة، أن ما أثبته مقاتلو حماس في هجومهم المباغت في 7 تشرين، ونوعية الخطط الجريئة، ومستوى التدريب، والقدرات المفاجئة، يجعل من خطة جيش العدو في اجتياحه البري مهمة شاقة جداً… فمهما تكن خططه قوية ومحكمة ويتم فيها إستخدام أسلحة جديدة، فإن هدف القضاء على حماس سيكون تحديا صعباً وطويلاً ومركّباً… وقد تتحول حرباً من بيت إلى بيت ومن نفق إلى نفق…
وهناك تقديرات صريحة بأن العدو سيدفع أيضا أثمانا باهظة ولن يكون خاليا من الإخفاقات والثغرات… هذا بالاضافة الى تحديات سياسية وعراقيل دولية تعارض عملية قتل المدنيين بهذا الشكل الواسع…
ويقول مراقبون وخبراء عسكريون، أن الإجتياح سيلحق أضرارا كبيرة بإسرائيل، لأن حماس مستعدة له جيداً بل وتتمناه، حتى توقع أكبر الخسائر من القتلى والأسرى الإسرائيليين…
كما أن عملية إجتياح برية لقطاع غزة يقوم بها العدو، ستجعل تدخل حزب الله في هذه الحرب أمراً حتمياً، ويفضل العدو عدم فتح جبهة ثانية في الشمال، مع انه يحشد 130 ألف جندي على الحدود مع لبنان وسوريا…
هذه الحرب الطويلة، غير محسومة النتائج… وهي بدأت مفاجأة، ولربما تتدحرج الى مكان ما، وتنتهي بمفاجأة أيضاً..
(علي الجاروش)