canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
أخبار وتقاريركتاب عرب

الزواج الباطل: زواج ”سوف“ من ”لن“ / محمد رياض العشيري

أكد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، أمس الخميس أن الجيش السوري ”لم، ولن، وسوف لن يستخدم مثل هذا السلاح“. وهو يقصد طبعا السلاح الكيماوي. وعندما استمعت إلى تسجيل مؤتمر المعلم الصحفي تبينت أن لسانه زل عندما كان يتكلم مؤكدا نفي استخدام السلاح الكيمياوي في جميع الأزمنة: الماضي والحاضر والمستقبل. إذ قال ”وسوف لم“، وهو يقصد طبعا ”سوف لن“. وهذا ما نقلته عنه المواقع الإخبارية.
وأنا هنا أقول لوزير الخارجية السوري، وأقول للمواقع الإخبارية أيضا، إن هذا تركيب ”فاسد“ في العربية، وسأبين أسباب فساده. لكني أبادر فأقول إن المعلم ليس السياسي الوحيد الذي تُنتهك العربية على لسانه. فهناك ملوك ورؤساء وقادة، وقضاة، ونواب عن الشعب، وأساتذة جامعيون لا تستقيم ألسنتهم بالعربية في خطاب أو حديث. وأسباب ذلك كثيرة، من أهمها الكتب المدرسية، وطرق التدريس. وهذه قضية قد نعرض لها في وقت آخر إن شاء الله تعالى.
وحتى لا أبدو متجنيا على المعلم – الذي يكفيه ما تتعرض له بلاده من عدوان من كل جانب – ولا على غيره من السياسيين، ولا على المواقع الإخبارية، أضع بين يدي ما أقول نقولا من هنا وهناك، تثبت هذا الزواج الذي عقده هؤلاء جميعا بين ”سوف“ و”لن“.

بي بي سي عربي

العربية

سي إن إن
وبطلان هذا الزواج بين ”سوف“ و”لن“ وبيان فساده يتضح إذا ألقينا الضوء على أسلوب ”النفي“ في العربية، إذ إنه يدخل تحت هذا الباب.
ففي العربية يمكن للمتحدث أن ينفي ”اسما، أو صفة“، باستخدام أداة النفي ”ليس“، فيقول: (المدير ليس موفقا)، و(الصحفية ليست محايدة).
ويستطيع المتحدث أيضا أن ينفي حدوث شيء – أي وقوع حدث ما – في الزمن الماضي، أو الزمن الحاضر، أو في المستقبل. ولكل زمن من هذه الأزمنة أداة نفي خاصة به. فيقول في نفي وقوع الحدث في الماضي: (ما حضر ولي العهد جلسة المجلس) باستخدام ”ما“. ويمكنه أيضا أن يستخدم ”لم“، فيقول: (لم يحضر ولي العهد جلسة المجلس).
أما إذا أراد نفي حدث يقع في الوقت الحاضر، أو يقع دوريا في وقت معين، أو نفي حدث معتاد، فإنه يستخدم أداة النفي ”لا“، فيقول: (المذيع لا يقرأ هذه النشرة)، أو (الجد لا يحب شرب اللبن مع الشاي)، أو (لا يحب شرب القهوة في الصباح).
وإذا أراد نفي وقوع أي حدث في المستقبل فإنه يستخدم ”لن“، فيقول: (لن أستطيع السفر معك غدا).
وهذا كله ما أسميه أسلوب النفي في العربية. وقد تعمدت الكلام عما سميته ”أدوات“ النفي المختلفة. وهي: ليس، وما، ولم، ولا، ولن. وهذه هي وظيفتها الأساسية، أن تنفي اسما أو صفة، أو حدثا في زمن معين.
وتعمدت أيضا ألا أتكلم عن تأثير بعض هذه الأدوات الإعرابي فيما بعدها من أسماء أو أفعال، لأن هذا شيء ثانوي. وهذه نقطة مهمة، وهي السبب في ارتكاب الخطأ الفادح الذي قدمت له أمثلة من كلام وليد المعلم وغيره حينما قال ”سوف لن“. فـ”لن“ تنفي الحدث في المستقبل ولا تحتاج أبدا إلى أي أداة أخرى لتدل على المستقبل معها.
لكن المصيبة الكبرى هي أن كتب القواعد، أو النحو، ومدرسي العربية، يركزون دائما في تدريس القواعد على التأثير الإعرابي للأدوات في الكلمات التي تليها. فيعلمونا أن ”لن: أداة نصب، تنصب الفعل المضارع“. وهذا التعريف يغفل تماما ”الوظيفة“ الأساسية لهذه الأداة، ألا وهي أنها أداة نفي للحدث في المستقبل. ومع ركوز هذا التعريف في أذهاننا نحس – عند الاستخدام – أننا ما زلنا بحاجة إلى أداة تدل على المستقبل، فنأتي بـ”سوف“.
ولذلك أقول إن زواج ”لن“ من ”سوف“ باطل، بل إن العقد بينهما فاسد. وأقول أيضا ينبغي أن نركز في تدريسنا على ”الوظيفة“، وليس على التأثير الإعرابي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى