قائد أنصار الله: طلب امريكا مساعدة الصين لوقف عملياتنا في البحر الأحمر يظهر فشلها هي وبريطانيا
1 فبراير 2024، 17:03 مساءً
دبي ـ (رويترز) – قال زعيم جماعة “أنصار الله” اليمنية اليوم الخميس إن محاولة واشنطن طلب المساعدة من الصين للتوسط من أجل وقف استهداف الحوثيين للسفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر تظهر أن الولايات المتحدة وبريطانيا فشلتا في مهمتهما.
وأكد قائد حركة أنصار الله اليمنية، السيد عبد الملك الحوثي، أنّ صمود المجاهدين في غزة “مشرّف جداً، على الرغم من المعاناة الضخمة، وأسلحة الدمار التي يمتلكها العدو ويستخدمها”.
وفي كلمة ألقاها، اليوم الخميس، شدّد السيد الحوثي على أنّ مقاومي غزة “ينكّلون بالعدو، الذي يلجأ إلى القصف الجنوني، في محاولة لتحقيق إنجاز هو الاجرام والقتل”.
ورأى السيد الحوثي أنّ إنجازات المجاهدين في القطاع “تعكس ثباتهم وصمودهم، وفشل العدو في تحقيق أهدافه وحسم المعركة”، مشيراً إلى أنّ قصف كتائب الشهيد عز الدين القسّام الأخير لـ”تل أبيب” هو “إنجاز مهم جداً”.
وتطرّق قائد أنصار الله في كلمته إلى العمليات التي تنفّذها القوات المسلّحة اليمنية، انتصاراً للمقاومة في غزة، ودعماً للشعب الفلسطيني، ضد السفن المتجهة إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي في البحر الأحمر وباب المندب، مؤكداً أنّ “دورنا فعّال ومؤثّر”، وأنّ “العدو أصبح يائساً”.
كما جدّد السيد الحوثي تأكيد أنّ “جاهزيتنا عالية لاستهداف أي سفينة متجهة إلى كيان الاحتلال”، مشدداً على أنّ الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا “أقحمتا نفسيهما في مأزق”.
وأكد السيد الحوثي أيضاً أنّ الشعب اليمني “أثبت أنّ المستهدف هو السفن المتجهة إلى كيان الاحتلال، فيما بقية السفن تعبر بسلام وأمان”، لافتاً إلى أنّ “الأميركي فشل في حماية السفن المتجهة إلى كيان الاحتلال، وهو اعترف بذلك”.
وفي السياق نفسه، أوضح أنّ الأميركي “حاول استعراض عضلاته، تحت عناوين مخادعة، لكنه فشل مع البريطاني، وهما لا يستطيعان حتى حماية سفنهما”.
وإزاء ذلك، أكد السيد الحوثي أنّ “على العدو أن ييأس من مرور السفن المتجهة إليه من مضيق باب المندب، وأن يدفع ثمن استمرار عدوانه”.
وأضاف قائد أنصار الله أنّ العمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية لن تتوقّف “طالما استمرّ العدوان، مهما كان الموقف الأميركي الذي لن يؤثّر في موقف بلدنا الفعّال، على الرغم مما يمتلكه من تقنيات”.
وفيما خصّ الأميركيين، أكد السيد الحوثي أنّ على الرئيس جو بايدن، “الانشغال بأزمات بلاده والمشكلات التي تسبّبت بها سياساته، بدلاً من أن يفتح حروباً”.
أما عن البريطانيين، فلفت السيد الحوثي إلى أنّ “عليهم أخذ العبرة من السفينة التي احترقت بهجومنا عليها”.
وفي هذا الإطار، أكد السيد الحوثي أنّ العدوان الأميركي على اليمن “سيجعلنا نطوّر قدراتنا العسكرية، أكثر وأكثر، وهذا واضح من الصواريخ المتطوّرة التي نطلقها”، مبيّناً أنّ من بوادر فشل أهداف هذا العدوان “لجوء ادارة بايدن إلى الصين من أجل التدخّل”.
قائد أنصار الله تطرّق في كلمته أيضاً إلى الموقف الشعبي اليمني، مؤكداً أنّ “على الأميركي والبريطاني، والعدو الإسرائيلي أيضاً، أن يدركوا أنّه لا يمكنهم أن يكسروا عزيمة شعوبنا”.
وأوضح السيد الحوثي أنّ “الفعاليات الشعبية جزء أساسي من معركتنا، ومن بينها التعبئة العسكرية مساندةً للشعب الفلسطيني”، مضيفاً أنّه “ثمة التحاق واسع بالتعبئة العسكرية نصرةً للشعب الفلسطيني، وهناك أكثر من 165 ألف متدرّب في معظم المحافظات”.
وأشار إلى وجود “600 ألف متدرّب في التدريب العام والتخصصي، في خدمة الموقف المساند لغزة، بكل شغف وإصرار وعزم وتصميم”، كاشفاً أنّه “سيتم توسيع النشاط التعبوي ليشمل كل المحافظات، من أجل رفع مستوى الجاهزية”.
إضافةً إلى ذلك، شدّد السيد الحوثي على أنّ الشعب اليمني “متمرّس على الصعاب والمعاناة، ويعيش كل معاني العزة والكرامة، وهو فعّال ومؤثّر ومستمر في موقفه”، وأنّه “جيش مسلّح جاهز ومتمرّس على الأحداث، ولن تنجح الولايات المتحدة بالتهويل عبر ضرباتها الفاشلة”.
ولدى حديثه عن الفعاليات والمسيرات والتظاهرات المليونية التي يشهدها اليمن نصرةً لغزة، أكد السيد الحوثي أنّه “لم يشهد أي بلد في العالم مثيلاً لها”، لافتاً إلى أنّ “المرحلة الحالية تستدعي التحرّك، وموقفاً واضحاً بحجم مظلومية الشعب الفلسطيني”.
وأكد السيد الحوثي أيضاً أنّ “الكثير من الشعوب حول العالم اعتبرت موقفنا تجاه غزة موقفاً مشرفاً”، مشدداً على وجوب “أن يحظى الصمود الفلسطيني في غزة بالمساندة من جانب كل أحرار الأمة”.
أما فيما يتعلق بجبهات الإسناد الأخرى، فأكد قائد أنصار الله أنّ عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان اليومية “تؤلم العدو وتزعجه على جبهة الجنوب اللبناني الساخنة، وكذلك عمليات المقاومة الإسلامية في العراق”.
إضافةً إلى ما سبق، شدّد قائد أنصار الله على أنّ قرار محكمة العدل الدولية “كان ضعيفاً، ولا يعبّر عن العدل إزاء الإجرام الاسرائيلي بحق أهل غزة”، مشدّداً على أنّ المؤسسات الدولية “تحظى بالنفوذ الأميركي، وعلى الرغم من قوة القضية، فإنّ القرار لا يصبح ذا تأثير”.
ورأى السيد الحوثي أنّه “من العار أن يكون العدو الإسرائيلي عضواً في الأمم المتحدة”، مؤكداً أنّ هذا “منافٍ للحق والعدل والإنصاف”.
في السياق نفسه، أشار السيد الحوثي إلى أنّ القرار الأميركي – الإسرائيلي بوقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” جاء بعد قرار محكمة العدل الدولية، وتزامناً مع استمرار العدوان والحصار على قطاع غزة، وازدياد معاناة أهله.
كما أكد أنّ الولايات المتحدة الأميركية “حملت راية الحملة ضدّ الوكالة، ما يعكس وحشيةً رهيبةً تجاه شعب غزة”، معتبراً أنّ هذا القرار الأميركي “يعكس طغيان الغرب والإفلاس الانساني عنده”.
ولفت قائد أنصار الله أيضاً إلى أنّ “العالم يتفرّج على المعاناة الرهيبة التي يعيشها أهالي غزة، المحرومون من الدواء، وحتى من اسطوانات الأوكسجين”.
ولدى حديثه عن الأوضاع المترديّة في القطاع من جراء العدوان، أشار السيد الحوثي إلى “وجود وفَيات في غزة بسبب الجوع، وحتى العطش، الذي أجبر السكان على شرب مياه البحر بسبب الحصار” الذي يفرضه الاحتلال.
كذلك، أوضح السيد الحوثي أنّ الاحتلال الإسرائيلي “يسعى لمنع كل مستلزمات الحياة عن غزة، حيث يعاني نحو 700 ألف نازح من إصابات معدية وأمراض أخرى”.
وفي هذا الإطار، لفت إلى أنّ الجرحى في غزة، البالغ عددهم أكثر من 65 ألفاً، “يواجهون ظروفاً كارثيةً وعملياتٍ جراحيةً من دون تخدير”، حيث “دمّر الاحتلال الكثير من المستشفيات والمراكز الطبية، وحتى الكوادر الصحية، وجعلهم هدفاً للقتل والاعتقال”.
وأشار السيد الحوثي إلى أنّ الاحتلال “يعلن المستشفيات أهدافاً عسكريةً، في وقاحة مخزية تعبّر عن إفلاسه الأخلاقي والسياسي”، معتبراً أنّ “المعاناة التي يعيشها أهل غزة هي لعنة على الإسرائيلي والأميركي، وكل من يسهم فيها”.
وفي هذا السياق، لفت السيد الحوثي أيضاً إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي يقتل الأطفال والنساء في غزة، بالقذائف والصواريخ الأميركية والبريطانية والألمانية.
ودعا قائد أنصار الله في كلمته الجاليات العربية الإسلامية، وخاصةً اليمنية، “إلى نشر المزيد من الوعي حيال مظلومية الشعب الفلسطيني”، مشيراً إلى “بدء بروز أصوات حرة بين الشعوب الغربية، ترفض سياسة الغرب حيال ما يواجهه شعب غزة”.
وأعرب السيد الحوثي عن أسفه “لأنّ ضمائر بعض الأنظمة العربية والمسلمة لم تستفق بعد، وحتى أن بعض هذه الأنظمة يزوّد العدو بالبضائع”، مشدداً على ضرورة أن يعمل “الكل بما يستطيع من أجل غزة ومواجهة الطغيان الأميركي والإسرائيلي والبريطاني”.