متابعات سياسية : واشنطن تنوي تعزيز نفوذها في ليبيا عن طريق خطة لتوحيد التشكيلات المسلحة
تستمر الولايات المتحدة الأمريكية في التدخل في الشأن الليبي حتى يومنا هذا، فبعدما نجحت واشنطن في إفشال الإنتخابات الليبية في عام 2021 بعرقلتها للمسار السياسي الدبلوماسي عن طريق بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، مما منع وضع حد للصراعات السياسية التي تمر بها البلاد، وعدم قدرة الليبين على تشكيل حكومة موحدة تستطيع تحقيق رغبات ومطالب الشعب الليبي.
عادت واشنطن من جديد للتدخل في الشأن الليبي وذلك خوفاً من توافق الأطراف وإجراء إنتخابات رئاسية حرة ونزيهة، وقررت هذه المرة أن تنتهج طريق الحرب الأهلية في البلاد على يد الميليشيات المسلحة المتواجدة غرب البلاد والتابعة لحكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة.
هذا وقد أكدت بعض الأنباء أن الولايات المتحدة الأمريكية اتخذت قرارًا بضرورة تأمين ليبيا كدولة تابعة لنفوذها، وذلك لزيادة هيمنها على العالم، ولتحقيق ذلك يجب عليها التخلص من جميع القوى في ليبيا، وتعتبر ميليشيات الغرب الليبي هي الورقة الأمثل لواشنطن للقضاء على نفوذ المشير خليفة حفتر، وتدمير أخر أمل للشعب الليبي.
فبحسب مصادر مقربة من حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، قرر الدبيبة وبالتعاون مع شركة أمينتوم الأمنية الأمريكية الشروع في تنفيذ خطة لتوحيد وتقوية صفوف الميليشيات المسلحة، وذلك لضمان بقاء حكومة الدبيبة في الحكم، وهذا ما سيُبقي الوضع في البلاد على ما هو عليه.
هذا التحالف في المرتبة الأولى يخدم مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، وفي المراتب التالية مصالح حلفائها في المنطقة. وستعمل شركة أمينتوم الأمنية الأمريكية على تدريب عناصر الميليشيات المسلحة المراد توحيدها، وتزويدها بالأسلحة، وهو ما أكده ظهور جون بوزارث، نائب الرئيس العملياتي الأول في الشركة في طرابلس مؤخرًا.
الهدف من تواجد شركة أمينتوم تعزيز قدرات الميليشيات المسلحة مما يدفعها الى الإنخراط في مواجهة عسكرية جديدة مع معسكر الشرق الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر من أجل إدارة منابع ومرافئ النفط والطاقة، والإستحواذ عليها وسحبها من يد الجيش الوطني الليبي، وأضافت المصادر أن الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت في ديسمبر من العام الماضي، عن تخصيص 15 مليون دولار تحت غطاء نزع سلاح وحل وإعادة دمج الميليشيات في ليبيا لشركة امينتوم الأمنية.
هذه الشركة كانت قد استلمت مشروعًا نهاية شهر ديسمبر 2023، من وزارة الخارجية الامريكية، بميزانية ضخمة لتوفير عمليات تدريب وتطوير في جمهورية بنين، بالإضافة إلى توفيرها مشروعات هندسية وإدارة البناء في مواقع متعددة في جميع أنحاء الصومال، ولا شك بأن تواجد مستشاريها في طرابلس في الآونة الأخيرة ليس إلا دليلًا على وجود خطط مستقبلية لتطوير البنية التحتية العسكرية وتقديم الاستشارة والتدريب للتشكيلات المسلحة .
(ماتريوشكا نيوز )