استشهاد 9 لبنانيين بينهم أربعة أطفال في وابل من الضربات الإسرائيلية على قرى في جنوب لبنان
15 فبراير 2024، 01:49 صباحًا
يروت ـ (رويترز) -(ا ف ب): قال مدير مستشفى وثلاثة مصادر أمنية لبنانية إن تسعة مدنيين، من بينهم أربعة أطفال، استشهدوا في وابل من الضربات الإسرائيلية على قرى في جنوب لبنان اليوم الأربعاء، في وقت قالت فيه إسرائيل إنها ردت على إطلاق حزب الله لصواريخ أدت إلى مقتل جندية.
يتبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي إطلاق النار على الحدود منذ أكثر من أربعة أشهر، بعد أن أطلقت الجماعة اللبنانية صواريخ عبر الحدود المتنازع عليها دعما لحليفتها الفلسطينية حماس.
وقال مصدران أمنيان إن امرأة وطفليها استشهدوا في قصف إسرائيلي لقرية الصوانة.
وقتل هجوم على مبنى في النبطية طفلين آخرين وثلاث نساء ورجلا، بحسب حسن وزني مدير مستشفى المدينة وثلاثة مصادر أمنية أخرى. وقال وزني لرويترز إن سبعة آخرين وصلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج بعد القصف.
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بأن “مسيّرة إسرائيلية نفذت عدوانا جويا، حيث شنت غارة على مدينة النبطية، مستهدفة شقة سكنية ضمن مبنى مؤلف من 3 طبقات”.
وعملت فرق الإسعاف المدنية على نقل المصابين إلى مستشفيات “النبطية”، وفق المصدر ذاته.
وأضافت الوكالة، أن الغارة تسببت بأضرار في المباني المجاورة وفي السيارات المركونة جانبه.
بينما أشارت قناة “المنار” التابعة لـ”حزب الله”، إلى أن الشقة المستهدفة في النبطية “تقع قرب ثانوية الصباح الرسمية”.
وحتى الساعة 20:15 (ت.غ)، لم يصدر عن السلطات الإسرائيلية تعليق على قصف النبطية.
وعقب هذا التطور الأمني، أعلنت محافظ النبطية هويدا الترك، في بيان نشرته الوكالة الرسمية، إقفال المصالح والدوائر في المحافظة، الخميس “نظرا للأوضاع الأمنية الناتجة من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، وذلك حرصا على سلامة الموظفين وأصحاب المصالح”.
كما أعلنت معظم المدارس والثانويات والمعاهد الرسمية والخاصة في النبطية ومنطقتها الإقفال الخميس، حرصا على سلامة الطلاب.
وكان اليوم صعبا جنوبي لبنان، حيث استشهدت سيدة وطفلين بغارة إسرائيلية على بلدة الصوانة، بقضاء النبطية، كما تعرضت بلدات عدة لقصف إسرائيلي عنيف.
وقال حزب الله ومصادر أمنية إن أربعة من مقاتلي الجماعة اللبنانية سقطوا شهداء في ضربات منفصلة.
ولم تعلن جماعة حزب الله عن أي عمليات اليوم الأربعاء. وقال رئيس مجلسه التنفيذي إن الهجمات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية اليوم “لا يمكن أن تمر دون رد”.
وقالت إيلانا شتاين المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية إن وابل الصواريخ الذي أُطلق من لبنان أدى إلى مقتل جندية إسرائيلية ونقل ثمانية آخرين إلى المستشفى.
وأضافت “مثلما أوضحنا مرارا، إسرائيل ليست مهتمة بحرب على جبهتين. لكن سنرد بقوة إذا تعرضنا للاستفزاز”.
وأردفت “الواقع الحالي لا يطاق بعد تهجير آلاف الإسرائيليين وعدم قدرتهم على العودة إلى ديارهم. يجب أن يتمكنوا من العودة إلى ديارهم والعيش في سلام وأمن”.
وقالت شتاين والجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء إن الجيش رد على إطلاق صواريخ عبر الحدود من لبنان.
وذكر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أنه على الرغم مما وصفه بالمكاسب ضد حزب الله، فإن “الوقت غير مناسب للتوقف”. وعقد هاليفي سلسلة اجتماعات مع رؤساء البلديات المحلية في شمال إسرائيل اليوم الأربعاء.
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قال في خطاب بثه التلفزيون أمس الثلاثاء إن الجماعة لن تتوقف عن تبادل إطلاق النار ما لم يتم التوصل إلى إطلاق نار كامل في غزة. وأضاف “عندما يقف إطلاق النار في غزة سنوقف إطلاق النار في الجنوب”.
وأدى القصف عبر الحدود إلى استشهاد ما يزيد عن 200 شخص في لبنان، من بينهم أكثر من 170 من مقاتلي حزب الله، بالإضافة إلى نحو 12 من جنود إسرائيل وبعض مدنييها. كما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من المناطق الحدودية بالبلدين.
وفي السياق، توعّد رئيس المجلس التنفيذي لـ”حزب الله” هاشم صفي الدين، إسرائيل بـ”ردّ مناسب” على استهدافها اليوم مناطق بجنوب لبنان، قائلا إن الاستهداف “لا يمكن أن يمر من دون رد”.
وعلى وقع حرب إسرائيلية مدمّرة على قطاع غزة، ذهبت بتل أبيب إلى محكمة العدل الدولية للمرة الأولى منذ تأسيسها، تشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تبادلا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي من جهة، و”حزب الله” وفصائل فلسطينية من جهة أخرى، أدّى إلى سقوط قتلى وجرحى على طرفي الحدود.