ولد اسماعيل لـ”مورينيوز”: صبرنا لكي لايفسر تجاوز الرئيس مسعود بأنه صراع بين الناصريين وحركة الحر”
نواكشوط- “مورينيوز”- من الشيخ الكبير
قال رئيس المجلس الوطني لحزب التحالف الشعبي التقدمي” المنسحب من الحزب الذي كان رئيسه ذات يوم إن الانسحاب يأتي بعد فشل العديد من الجهود في تجاوز عراقيل و صعوبات عرقلت مسيرة الحزب، متهما الرئيس مسعود ولد بلخير من دون أن يسميه بإدارة التحالف خارج الأطر الحزبية.
وانسحب ولد اسماعيل والامين العام المساعد للحزب محمد فال محمادي. وقال بيان أصدراه إن “طريقة إدارة الهيئات القيادية العليا للحزب” تسببت في تراجع فاعليتة “ودوره في الساحة السياسية وجعله غير قادر على النهوض بالدور الذي أنشئ من أجله” حسب نص البيان.
وقال البيان إنه ” بذلت جهود كبيرة من طرف العديد من قيادات ومناضلي الحزب من أجل التغلب على تلك الصعاب من خلال آليات المساطر الحزبية، لكن تلك الجهود ـ للأسف ـ لم تمكن من إعادة الأمور إلى نصابها عبر آليات العمل الحزبي المؤسسي”.
وقاد محمد الحافظ ولد اسماعيل وهو ناصري حزب “التحالف الشعبي التقدمي “الناصري الذي تأسس بداية التسعينات، غير أنه في بادرة سياسية أثنى عليها كثيرون وقتها فتح الناصريون حزبهم عام 2002 أمام الزعيم السياسي مسعود ولد بلخير الذي كان يتخذ من قضايا شريحته المسماة “الحراطين” موضوعا لنشاطه السياسي بعد أن حظرت السلطات حزبه ” العمل من أجل التغيير”..
و”الحراطين” عرب سمر تعود أصول بعضهم إلى عهود الاسترقاق.. وقد استطاع ولد بلخير ورفاقه في حركة “الحر” تعبئتهم وجذب الكثيرين منهم إلى الحزب المحطور..
ولم يفتح الناصريون الحزب فقط أمام مسعود ورفاقه لكنهم أيضا مكنوه من قيادته عام 2003.. وقد جرى حفل تسلمه الرئاسة في جو عاطفي مشحون، حيث بكى الرجل السياسي الصلب، وألقى خطابا اعتُبِر نوعاما اعترافا بأن شعاراته لم تكن موضوعية في جانب منها، فها هو “العبد” كما كان يصف نفسه يقود حزبا سياسيا من الذين يصفهم دائما بالاستعباديين،ويعمل على تأليب أنصاره عليهم.
ونال الناصريون بالعملية جمهورا أوسع وبثوا شعاراتهم التي هي في الاصل متقاربة مع جانب من طرح ولد بلخير، إذ إنهم ينحازون إلى الطبقات الفقيرة ويركزون على أن تكون التنمية في خدمة المواطن.
وفي الواقع عرفت مسيرة مسعود تطورا ملحوظا إذ خفت حدة التأليب الشرائحي في خطابه وأعلن ذات مرة أنه ” عربي” و”ابن عربية”…
ويقول خضوم مسعود إنه أدار الحزب في شكل فردي.. وقال محمد الحافظ ولد اسماعيل لـ”مورينيوز” إن “آخر مؤتمر يعقده الحزب هو المؤتمر الثالث سنة 2005 وكلما تم الانتساب وانتخب المناديب يتحول إدارة الحزب دون انعقاده حتى الآن” حسب قوله.
وأضاف في حديث إلى “مورينيوز” عبر الانترنيت: ” كان يمكن أن يسدعي رئيس الوطني المجلس للنظر في الاختلالات الموجودة لكن أي دورة للمجلس يجب أن يقدم فيها رئيس الحزب تقريرا عن نشاطات الحزب، ولا يحصل ذلك إلا بموافقة الرئيس أو تجاوزه” مضيفا: “وذلك معناه فتح صراع مع رأس الحزب وسيُتصور أنه صراع بين الحر والناصريين او لحراطين والبظان وهذ ما تفاديناه عن قصد ووعي تامين”.
وقال ولد اسماعيل: “أصررنا على ان تكون مجموعة المتحاورين تضم بالإضافة إلينا وقادة الحر ممثلين عن مختلف القوميات الزنجية الثلاث”.
وقال إنه لم يبق من “الحر” والزنوج في القيادة إلا القليل،”فالهيئات القيادية بعضها لم يبق منه أحد تقريبا كالمجلس الوطني، وبعضها فقد ثلثيه تقريبا كالمكتب التنفيذي. ولم يبق من حركة الحر إلا شخصان و لم يبق من القوميات الزنجية إلا اثنان من السونونكي”.ولم يتسن لـ”مورينيوز” على الفور الاتصال بالرئيس مسعود لأخذ تصريح..
وتقول مصادر على اطلاع بأمور الناصريين إن مآل ولد اسماعيل ورفيقه سيكون إلى مشروع حزب “الحركة الشعبية” تحت التأسيس، لكن ولد اسماعيل اكتفى بالقول ردا على سؤال:”مشروعنا محدد سلفا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ثابت في كل مراحلنا السياسية قبل الديمقراطية وبعد مجيئها وخلال مراحلنا المختلفة في حزب التحالف في طبعته الأولى وبعد مشروع الاندماج مع حزب العمل من أجل التغيير”. ولم ينف الصلة بمشروع الحزب الناصري تحت التأسيس.
وجرى في الساحة الناصرية المتشرذمة حوار بشأن إنشاء حزب سياسي مرجعيته ناصرية لكنهم لم يتفقوا وانقسموا إلى مجموعات شكلت إحداها مشروع “الحركة الشعبية.