(اتْخَالِي) / العالية ابراهيم أبتي
يزدف بكليمه… محروگ البيْ اولمِّيمه
إذا كان الجهر بالقول محمودا في محاله كذلك فإن الإسرار به محمود في محاله ومحبذ للرجال وهو في النساء آكد لا سيما في زمن المكبرات الصوتية.
واتخالي بطبيعة الحال هو أشد ما يجده أهل لغْبَ، ويا رُبَّ “خَلْوية” لم تُسْمَعْ ولم تُعلم كانت (راص اروايه) وصارت لها نتائج عظيمة في الواقع القريب على المستوى الاجتماعي وربما السياسي فلم تخل التحولات السياسية المفاجئة التي كانت تشهدها دولة بني العباس في عصر تدهورها من كلمات تقال في أُذُن أحد أهل الشأن تتغير على إثرها المجريات التاريخية .
ولا أشهر من خلوية تنكيرورة – تلك الحشرة الصغيرة – للحمار التي قالت بعض مجموعات البلاد إنهم لا يعلمون ما تقول له إلا أنه يُغضبه. فما إن تنزل على أذنه و”تزنزن” قليلا حتى يرد عليها ردا شنيعا بأنكر الأصوات والحركات، يبدو أنها فعلا قالت له أمرا فظيعا فلو علمناه لعذرناه.
ومنه أيضا خلوية اللاعب الإيطالي ماترادزي لزين الدين زيدان في نهائي كأس العالم 2006 فنحن أيضا لم نعلم ما قال له إلا أنه أغضبه ! ونتيجة ذلك معروفة.
واتخالي هو أعذب شيء عند أهل الهوى في الليالي التي يغيب عُذَّالُها ولهم في ذلك شعر.
قال لمغني:
غيرْ آنَ باحر گلتْ أنُّو == ذاك ال هون اگولْ الدُّوَّ!
منْ لكلام وتظحكْ منُّو==مريمْ محجوبَه شنْهُوَّ؟!
يبدو أنه تمت “خلوية” في ذلك المجلس لم يتمكن الجميع من سماعها كانت نتيجتها ضحكة مثيرة حَوَّل الشيخ ول مكي رحمه الله ذلك بأسلوبه الشيق المعروف إلى غزل لطيف لا تمجه الطباع.
إلا أن اتخالي يكاد يكون معدوما في التواصل الاجتماعي حيث أنه وإن كان الكلام سرا في “فوكال” فبفتحه في الملأ يفسد الغرض من إسرار صاحبه كذلك إن كان الصوت صاخبا فبإمكان السامع أن يحوله إلى “خلوية” لطيفة وفي “أكوتير” حل لهذا وذاك.