في ظل توتر بمنطقة القرن الأفريقي قمة في أسمرة تجمع رؤساء مصر وإريتريا والصومال
فرانس24/ أ ف ب
اجتمع رؤساء مصر و إريتريا و الصومال في قمة ثلاثية في أسمرة الخميس على خلفية التوترات المتزايدة في منطقة القرن الأفريقي.
ويأتي هذا اللقاء في ظل تزايد المخاوف بشأن الأمن والاستقرار في المنطقة منذ أن وقعت إثيوبيا في كانون الثاني/يناير اتفاقا مع جمهورية أرض الصومال الانفصالية يمنح الدولة المغلقة منفذا بحريا.
وأثار الاتفاق البحري غضب مقديشو وسلط الضوء على الخصومات الإقليمية مع توتر العلاقات بين إثيوبيا والصومال المجاورة وكذلك مصر.
وتضمن منشور للرئيس الصومالي حسن شيخ محمود على منصة اكس أنه عقد مع نظيريه الاريتري أسياس أفورقي والمصري عبد الفتاح السيسي قمة في أسمرة، وأرفقه بصورة تجمع القادة الثلاثة.
اقرأ أيضابعد إرسال مصر أسلحة للصومال… إثيوبيا تحذّر من مساع لزعزعة الاستقرار في القرن الأفريقي
وأعلنت وزارة الإعلام الإريترية في بيان أن القمة ستركز على “تعزيز العلاقات بين الدول الثلاث بالإضافة إلى مسائل الأمن والاستقرار الإقليمي”.
ولفتت الى أن الرئيس الصومالي الذي زار اريتريا عدة مرات، أجرى محادثات منفصلة مع أسياس بعد وقت قصير من وصوله في وقت متأخر الأربعاء.
وتحدثا عن الحاجة إلى تعزيز التعاون “في المهام الشاقة المتمثلة في الحفاظ على سيادة الصومال وسلامة أراضيه واستقلاله ووحدته؛ وهو ما يظل شرطا أساسيا لتنميته على خلفية التحديات الهائلة التي واجهتها البلاد خلال العقدين الماضيين”.
وشددت وزارة الإعلام الإريترية على أن الرئيس المصري الذي تدعم حكومته الصومال ضد إثيوبيا، وصل إلى البلاد الخميس وسيلتقي أيضا بأسياس قبل القمة الثلاثية.
وهذه هي الزيارة الأولى للسيسي الى أسمرة على الرغم من أن أسياس زار مصر في مناسبات عدة.
“اعتداء” على السيادة
ويذكر أن العلاقات المتوترة تاريخيا بين الصومال وإثيوبيا تدهورت منذ الإعلان في الأول من كانون الثاني/يناير عن توقيع مذكرة تفاهم بين أديس أبابا وأرض الصومال الانفصالية، نددت بها مقديشو ووصفتها بأنها “اعتداء” على سيادتها.
وتنص المذكرة على تأجير 20 كيلومترا من ساحل أرض الصومال لإثيوبيا غير الساحلية لمدة 50 عاما. وكان إقليم أرض الصومال أعلن استقلاله من جانب واحد عام 1991.
وردت الصومال بتعزيز علاقاتها مع مصر.
منذ كانون الثاني/يناير، عزّزت مقديشو علاقاتها مع القاهرة، منافسة إثيوبيا التي تعارض خصوصا سد النهضة الكهرومائي الضخم الذي بنته أديس أبابا على نهر النيل.
واتخذ التعاون منحى عسكريا مع توقيع في 14 آب/أغسطس اتفاق دفاع، لم يتم الكشف عن محتواه.
اقرأ أيضاالصومال تتهم إثيوبيا بتهريب السلاح عبر حدودها
وقالت الرئاسة المصرية إن السيسي سيتوجه إلى إريتريا للمساعدة في “ترسيخ الاستقرار والأمن في القرن الافريقي والبحر الأحمر”.
وتدهورت العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا بشكل أكبر في الآونة الأخيرة، رغم دعم أسمرة لقوات الحكومة الإثيوبية في النزاع مع متمردي تيغراي بين عامي 2020 و2022.
ويقول محللون إن إريتريا لم تكن راضية عن اتفاق السلام بين أديس أبابا وجبهة تحرير شعب تيغراي، العدو القديم لأسمرة، ولا تزال لديها قوات في أجزاء من تيغراي.
وأعلنت الخطوط الجوية الإثيوبية الشهر الماضي تعليق رحلاتها إلى أسمرة بسبب ظروف تشغيل “صعبة”.
يحكم أسياس أفورقي إريتريا، التي تعتبر بمثابة كوريا الشمالية في القارة الأفريقية، بقبضة من حديد منذ إعلان استقلال البلاد عن إثيوبيا عام 1993، بعد ثلاثة عقود من الحرب.