عشرات الشهداء والحرجى بغارة إسرائيلية على بعلبك.. حزب الله يستهدف حيفا ويسقط مسيرة ويقصف قاعدتين ومقتل ضابط إسرائيلي وإصابة آخر
14 نوفمبر 2024، 18:30 مساءً
يروت ـ الأناضول: استشهد 9 أشخاص وأصيب 5 آخرون، الخميس، إثر غارة شنتها مقاتلات إسرائيلية على مدينة بعلبك، شرقي لبنان.
يأتي ذلك في اليوم الـ15 من تصعيد إسرائيل عدوانها على قضاء بعلبك، في محافظة بعلبك الهرمل، الذي يعتبره مراقبون “الخزان البشري الرئيسي لحزب الله” في لبنان، حيث يتمتع فيه بنفوذ واسع وحاضنة شعبية كبيرة.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن مقاتلات إسرائيلية شنت غارة على مبنى من طبقتين في حي الشعب، بمدينة بعلبك، مركز القضاء الذي يحمل الاسم ذاته.
وأضافت أن الحصيلة الأولية للغارة تبلغ “9 شهداء و5 جرحى”، لافتة إلى أن فرق الإسعاف والدفاع المدني تواصل أعمال الإنقاذ ورفع الركام في مكان الغارة.
وسّع الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس توغله جنوبي لبنان، في حين قصف حزب الله مدينة حيفا وقاعدتين ومواقع عسكرية إسرائيلية أخرى.
وقال الجيش الإسرائيلي -في بيان- إن وحدات إيغوز ودوفدفان وماغلان بدأت العمل في مناطق جديدة بالجنوب اللبناني تحت قيادة فرقة الجليل.
وتحدث الجيش الإسرائيلي عن تقدم قواته في جنوب لبنان بعد أن أوردت وسائل إعلام إسرائيلية -الثلاثاء الماضي- تقارير عن بدء المرحلة الثانية من العملية البرية.
وفي تطورات المعارك، أقر الجيش الإسرائيلي اليوم بمقتل قائد فصيل في كتيبة 51 من لواء غولاني وإصابة 11 عسكريا آخرين بمعارك جنوبي لبنان.
وأفاد مراسل الجزيرة إيهاب العقدي بوقوع اشتباكات بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حزب الله في القطاع الغربي من الحدود مع إسرائيل.
وتأتي هذه الاشتباكات بعد يوم من مقتل 6 جنود إسرائيليين من لواء غولاني خلال كمين نصبه لهم مقاتلو حزب الله داخل مبنى قصفته الطائرات الإسرائيلية قبيل العملية.
وقال مراسل الجزيرة إن القوات الإسرائيلية لم تتقدم منذ بدء العملية البرية سوى مئات من الأمتار خلف الحدود.
وأضاف أنه ليس هناك حتى الآن تحرك في العمق اللبناني من قبل القوات الإسرائيلية التي كانت حددت هدفا لها وهو الوصول إلى مجرى نهر الليطاني، الذي تعتقد أن حزب الله يستخدمه لإطلاق الصواريخ بكثافة باتجاه المستوطنات والمدن الإسرائيلية.
وتابع المراسل أن القوات الإسرائيلية توغلت الأسابيع الماضية باتجاه بلدات الطيبة ومركبا ورب ثلاثين، ثم انسحبت منها باتجاه المنطقة القريبة من الحدود.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي أصدر خلال الأيام الثلاثة الماضية تحذيرا لهذه البلدات، إذ دعا لإخلائها علما أنها خالية من السكان، مرجحا أن تقوم قوات الاحتلال بعمل ما في هذه المنطقة.
كما أشار إلى احتمال أن يحاول الجيش الإسرائيلي السيطرة على مناطق يحاول انطلاقا منها التوغل نحو مدينة بيت جبيل.
وذكّر مراسل الجزيرة بأن الجيش الإسرائيلي حاول خلال حرب عام 2006 الوصول إلى وديان إستراتيجية، منها وادي الحجير الذي يمر من مدينة بيت جبيل، لكنه واجه مقاومة شرسة من حزب الله.
وبدأت إسرائيل العملية البرية مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي في محاولة لإبعاد حزب الله، ولكن قواتها لم تحرز إلا تقدما محدودا، حيث واجهت منذ ذلك الحين مقاومة عنيفة من حزب الله، وتكبدت عشرات القتلى.
ودخلت قوات إسرائيلية بعض القرى والبلدات المتاخمة للحدود بعد أن قصفتها الطائرات والمدفعية على مدى أيام وقامت بتفجير مبان فيها قبل أن تنسحب منها.
في غضون ذلك، شن الطيران الحربي الإسرائيلي اليوم الخميس سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقبيل هذه الغارات، دعا الجيش الإسرائيلي إلى إخلاء مبان في منطقتي حارة حريك وبرج البراجنة بالضاحية الجنوبية.
وقال جيش الاحتلال -في بيان- إنه هاجم خلال اليومين الأخيرين 30 هدفا لحزب الله في الضاحية.
وفي منطقة البقاع شرقي لبنان، قصفت الطائرات الإسرائيلية حي الشعب في مدينة بعلبك، مما أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 12 آخرين.
كما استهدف الطيران الإسرائيلي أحياء في مدينة النبطية، وبلدات في صور وبنت جبيل جنوبي لبنان، وبالتزامن مع ذلك قصفت المدفعية الإسرائيلية محيط بلدات زبقين والمنصوري ومجدل زون.
في المقابل، أطلق حزب الله رشقات صاروخية باتجاه حيفا ونهاريا بعد أن أعلن أمس استهداف مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب.
وقال الجيش لجيش الإسرائيلي إنه رصد إطلاق 5 صواريخ من لبنان باتجاه حيفا واعترض معظمها.
كما أشار إلى سقوط صواريخ في الجليل وانفجار مسيّرة في رأس الناقورة بالجليل الغربي.
من جهته، أعلن “حزب الله”، الخميس، أنه استهدف بصواريخ ومسيرات قاعدتين وموقعين عسكريين ومدينة نهاريا و7 مستوطنات شمالي إسرائيل، بعضها لأكثر من مرة.
وأضاف أنه استهدف كذلك 9 تجمعات لجنود شمالي إسرائيل وجنوبي لبنان، وأسقط مسيرة إسرائيلية بأجواء لبنان، ما يرفع عدد الهجمات والتصديات التي نفذها، الخميس، إلى 24 حتى الساعة 17:55 ت.غ. جاء ذلك في سلسلة بيانات نشرها الحزب عبر حسابه على منصة تلغرام. ** قصف قواعد ومواقع عسكرية في شمال إسرائيل، قال “حزب الله” إنه “استهدف بصلية صاروخية نوعية قاعدة ستيلا ماريس البحرية شمال غربي مدينة حيفا”. ولفت إلى أن ستيلا ماريس، “قاعدة استراتيجية للرصد والرقابة البحريين على مستوى الساحل الشمالي”، وتبعد عن الحدود اللبنانية بـ35 كلم. وأضاف الحزب أنه “استهدف بصلية صاروخية كذلك قاعدة لوجستية للفرقة 146 بالجيش الإسرائيلي شرقي مدينة نهاريا”. وتابع أنه “استهدف بصليتين صاروخيتين ثكنة دوفيف، وموقع جل العلام العسكري”.
** استهداف مدن ومستوطنات وجنود وضمن هجماته على شمال إسرائيل أيضا، قال “حزب الله” إنه استهدف بصليات صاروخية ومسيرات، “نهاريا و7 مستوطنات هي: عين يعقوب، ويسود هامعلاه، وديشون، وبرعام، والمالكية، ويرؤون (مرتين)، وكفر يوفال (مرتين)”. كما أعلن الحزب استهداف “4 تجمعات لجنود بصليات صاروخية في مستوطنات: المنارة، وحانيتا، وشلومي، وسعسع”. وفي جنوب لبنان، قال الحزب إنه استهدف 5 تجمعات لجنود بصليات صاروخية وقذائف مدفعية في عدة مناطق تشمل بوابة العمرا عند الأطراف الجنوبية لبلدة الخيام، وأطراف بلدة عديسة، والأطراف الشرقية لبلدة مركبا، وبين بلدتي حولا ومركبا. ** إسقاط مسيرة وذكر الحزب كذلك أنه “أسقط مسيرة إسرائيلية من نوع هرمز 450 في أجواء القطاع الشرقي للبنان بصاروخ أرض ـ جو”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، مقتل ضابط في صفوفه، وإصابة آخر بجروح خطيرة، من لواء “غولاني”، خلال معارك في جنوب لبنان. وقال الجيش، في بيان: “مقتل الملازم إيفري ديكشتاين (21 سنة)، وهو قائد فصيلة في الكتيبة 51 (لواء غولاني) في معركة بجنوب لبنان”. وأضاف البيان: “في الحادثة التي سقط فيها الملازم ديكشتاين، أصيب ضابط قتالي آخر (لم يحدد رتبته) من الكتيبة نفسها بجروح خطيرة”. والأربعاء، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أنّ لواء غولاني “قدم العدد الأكبر من القتلى في صفوف الجيش، من بين الألوية المشاركة في الحرب على لبنان وقطاع غزة”. ويعتبر لواء غولاني، أحد ألوية النخبة في الجيش الإسرائيلي، وأكثرهم تدريبا وقوة. وبمقتل قائد الفصيلة بجنوب لبنان، ارتفعت الحصيلة المعلنة لقتلى الجيش الإسرائيلي منذ بداية حرب الإبادة التي تشنها تل أبيب في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إلى 794 ضابطا وجنديا، وفق معطيات الجيش الإسرائيلي. وبحسب المعطيات نفسها، أصيب منذ بداية حرب الإبادة 5351 ضابطا وجنديا إسرائيليا، من ضمنهم 781 إصابة خطيرة. ووفق مراقبين، تتكتم إسرائيل على الخسائر البشرية والمادية جراء حرب الإبادة التي تشنها على قطاع غزة ولبنان، وتمنع التصوير وتداول الصور ومقاطع الفيديو، وتحذر من الإدلاء بمعلومات لوسائل إعلامية بهذا الشأن، إلا من خلال جهات تخضع لرقابتها المشددة.
ومنذ أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، يتعرض لبنان لعدوان إسرائيلي واسع خلف نحو 3400 شهيد وما يزيد على 14 ألف مصاب، فضلا عن دمار كبير في القرى والبلدات، خاصة في جنوب وشرق البلاد.