أزواد: تعيين السلطة الانتقالية في تينبوكتو وتاودني.. “كلنتصر” ترفض.. آغ غالي يصعد..
نواكشوط- “مورينيوز” – من الشيخ بكاي- وسط معارضة قوية من “مجلس العدالة لأزواد” تمكنت السلطات المالية من تنصيب سلطات انتقالية في كل من تينبوكتو وتاودني بإقليم أزواد بعد تأجيل استمر طويلا. وبتنصيب رئيسي السلطة الانتقالية في الولايتين تكتمل الخطوة الأولى في تطبيق اتفاق السلام المبرم بين تنسيقية الحركات الأزوادية والحكومة المركزية المالية. وعين رجلان أحدهما عربي من “البرابيش” والثاني من “أروان” ومن الموالين للحكومة.
وقبل أكثر من شهر اقتحم مسلحون تابعون للحركة العربية الأزوادية ثكنات للجيش المالي في تينبوكتو وطاردوا جنود الحكومة لمنع تنصيب السلطة الانتقالية في ولايتي تينبوكتو وتاودني، وشارك مجلس العدالة لأزواد في العملية. وتتألف الحركة العربية الأزوادية من أبناء قبيلة “البرابيش” العربية. وقال المحتجون في حينه إنهم لن يقبلوا أن ينصب عليهم إلا أحد أبناء “البرابيش” مؤكدين ألا إمكان لتنصيب الرئيس الذي تقترحه السلطات وهو من “أروان” في الاقليم.
وقاد التمرد عربي من البرابيش هو الدينا ولد دايه وهو – وفق ما قال مصدر أزوادي لـ”مورينيوز” في حينه رئيس مجلس الأعيان في الحركة العربية وفي الوقت نفسه قائد عسكري ميداني تجتمع فيه صفة العسكرية و القيادة التقليدية، وهو من عشائر “أولاد ادريس” البربوشية. وتصنف عشيرته حسب المصادر في الاقليم بأنها الأكثر حضورا من الناحية العسكرية في الحركة العربية الأزوادية. ويعتقد أنه تم تفاهم بين الحكومة والجماعات الأزوادية بشأن هذا الموضوع حيث أصرت الحكومة في ما يبدو على مرشحها الذي تم قبوله في الأخير وهو حمودي بن سيد أحمد من أهل أروان حفيد الشيخ سيد أحمد أغ آده مؤسس قرية أروان ٫ وهو رجل أعمال محسوب على النظام المالي وقد عين على “تاودني”..
أما بوبكر ولد حمادي الذي عين على تينبوكتو فهو عربي من ” البرابيش” المنتمين للحركة العربية – جناح سيد ابراهيم ولد سيداتي – احدي الحركات المؤسسة لمنسيقية الحركات الأزوادية الموقعة لاتفاق الجزائر ٫ وهو مرشح المنسيقية.
وقبل شهور بدأت أطراف اتفاق الجزائر تنفيذ الخطوة الأولى فيه وهي تعيين سلطة انتقالية للأقاليم الأزوادية الخمسة وهي ” كيدال” و” تينبكتو” و “قاوه” و “منكا” و” تاودني “ويقضي الاتفاق بأن يتم التعيين بالتفاهم بين االتنسيقية والحكومة المالية. وتتولى السلطة الانتقالية تسير الشأن العام في الإقليم مدة تطبيق وثيقة الجزائر والتي حددت بـ 24 شهرا .
و في رد فعل على التعيينات الجديدة قال “مجلس العدالة من أجل أزواد” إن تنصيب السلطات لم يأخذ آراء السكان بعين الاعتبار وحمل في بيان الحكومة مسؤولية ما قد ينتج عن ذلك.ومجلس العدالة تنظيم لقبيلة “كلنتصر” الطارقية ويقوده رئيس القبيلة ناصر المهدي وهو موظف جمارك في الإدارة المالية . وتنال الحركة دعم حامه آغ المحمود وهو وزير سابق من “كلنتصر” يقيم في نواكشوط . وقال مصدر في ” الحركة الوطنية لتحرير أزواد” لـ”مورينيوز” إنه انشق عنها “بحجة أن قبيلته لم تحصل على نصيبها المستحق في الحركة الوطنية من القيادة والريادة” ومن بين زعماء الحركة أيضا خبير قانوني باسم هباي الأنصاري ويقيم في نواكشوط أيضا “منذ التسعينات وكان في السابق ينشط في صفوف مناضلي الحركة الوطنية حتى انشق عنها مؤخرا لنفس السبب القبلي” حسب المصدر نفسه.
وقال بوبكر ولد حمادي رئيس السلطة الانتقالية المعين في تينبوكتو إنه أخذ علما بمطالب المجلس وإن الحوار مستمر مع كل الأطراف من أجل التوصل إلى تفاهم يضمن احترام تطبيق اتفاق الجزائر. ومن مهام السلطة الانتقالية التعجيل بترتيب عودة اللاجئين الأزواديين والاعداد لانتخابات في الاقليم تسمح للسكان باختيار ممثليهم في السلطة الانتقالية.
ويعتقد أنه ما زال أمام السلطة المالية والتنسيقية الأزوادية الكثير ، ذلك أن الإدارة الإنتقالية التي نصبت في كل من قاوه وكيدال ومنكا لم تفعل بعد، ولم تقم الدوريات المشتركة بين جيش الحكومة ومسلحي الحركات بالعمل التنسيقي المطلوب بعد… ويتهم الرسميون الماليون بالاهتمام أكثر بموضوع نزع أسلحة الحركات، فيما تقول هذه إن الأولوية لتطبيق بنود الاتفاق الأساسية بالنسبة إليها.
ويأتي اكتمال تنصيب المجالس في حين تصعد الجماعات الجهادية التي يقودها الطارقي إياد آغ غالي هجماتها ضد الأهداف الحكومية. وكان آخر تلك الهجمات عملية ضد حامية في “تاغاروست” بإقليم تينبوكتو الثلاثاء الماضي قتل فيها عدد من الجنود والمدنيين وجرح العشرات. .وتبنى تنظيم “نصرة الاسلام والمسلمين” الذي اندمجت فيه أربع تنظيمات جهادية واختير له آغ غالي أميرا هذه العملية. وتبنى التنظيم أيضا في بيان اطلعت عليه “مورينيوز” عددا من الهجمات التي جرت أخيرا. ومنها هجوم على “بلدة “قرقندو” الواقعة على بعد نحو الستين كيلومترا إلى الغرب من “غوندام” بولاية “تمبكتو” قتل فيه خمسة أشخاص .
375 تعليقات