المعلومه بنت الميداح متفائلة بتراجع الرئيس عزيز عن الاستفتاء
نواكشوط- “مورينيوز” – من الشيخ بكاي- قالت الفنانه الموريتانية وعضو مجلس الشيوخ المعلومة بنت الميداح إنها متفائلة بأن يتراجع الرئيس محمد ولد عبد العزيز عن مشروع الاستفتاء حول التعديلات الدستورية مؤكدة أن الشيوخ متضامنون وماضون في رفض الاستفتاء وسيمارسون المتاح من الضغوط في هذا السبيل.
وأكدت الشيخة الفنانة في مقابلة مع “مورينيوز” أن الشيوخ سيطلبون ” في شكل جماعي من الرئيس أن يتراجع عن الاستفتاء”، مشيرة إلى أن ذلك “يرفع من شعبيته ويعزز الثقة فيه. وهو تراجع طبيعي لبرلمانيين من أغلبيته”. قبل أن تؤكد: ” نحن من الأغلبية ولسنا معارضين”، مضيفة: ” مشكل الآخرين أنهم تعودوا على استسلام البرلمانيين للقرارات الصادرة عن السلطة التنفيذية. وهذا سبب الاستغراب.. نحن مجموعة برلمانية من الأغلبية”.
وترفض المعلومة “الاستباق”: “في حال تحقق لنا ما نريد نكون هنا والرئيس التقينا حول مصالح البلد، وإذا لم يحدث ذلك لن أستبق الأحداث، وسأكتفي بالقول إنه لكل مقام مقال. وهذا ما بين أيدينا الآن”.
وتعتبر بنت الميداح أن الاستفتاء “هدر للمال والطاقة وفيه إجحاف بالشعب إضافة إلى ما قد يحدث في حال تنظيمه”. وترفض المعلومة توقع ما قد يحدث: ” قبل أن أتصور ما قد يحدث بعد الاستفتاء، أقول إني متفائلة وواثقة من حكمة الرئيس، ومن أنه سيعدل عن هذه التعديلات”.
وتعيد المعلومة جذور الأزمة إلى وجود نوع من “عدم الانسجام بين الحزب والغرفة”: “هناك أكثر من سبب ، نحن لم نشرك من حزبنا في مجريات الحوار، رغم أن نتيجته تلغي الغرفة، وتغير الراية، وتمس الدستور”. وتضيف: “هناك نوع من عدم الانسجام بين الغرفة والحزب.. ولأن حزبنا لا يعتبرنا شركاء، لسنا ملزمين إلا لغرفتنا، والمهمة الموكلة إلينا، وهي تختلف عن مهمة السلطة التنفيذية… ولأنك لست شريكا ستعمل ما يمليه عليك الواجب فقط…”.
ولا تعتبر المعلومة أمسيتها الأخيرة التي دافعت فيها عن الشيوخ ورفضت التعديلات جهرا “عصيانا” على الحزب: ” أنا في تلك الأمسية تحدثت تحت قبعة فنانة حملت معاناة هذا البلد، و لها رصيدها النضالي، ومشاعرها نحو هذا البلد، وطموحها للمجتمع بأسره…هذا دوري كفنانة.. قد يعتبر الحزب ذلك حسب اعتباراته خروجا عليه”. وتضيف: ” وجهت الدعوة إلى رئيس الحزب ومكتبه التنفيذي و كان أفضل وأجمل أن يحضروا.. كان ذلك سيكون مؤشر انفتاح.. فالنشاط من تنظيم برلمانية في الحزب.. كان عليهم الحضور..وأنا ما كنت أعتبره عصيانا على الحزب كنت أعتبره على العكس خدمة له”.. ولا تعتبر الشيخة أن تلك الامسية شكلت طلاقا: ” لم تصلني ردة فعل رسمية من الحزب ولا السلطة”.
وتبرر المعلومة وجودها في الأغلبية بعد أن ناضلت سنوات في صفوف المعارضة: “خرجت من تكتل القوى الديمقراطية وأنا على يقين من أني متفرغة للثقافة تماما، وأمضيت ثلاث سنوات بعيدا عن السياسة”. وبعد هذه السنوات “تم الاتصال بي، ونظرا لعلاقات أخوة بيني ورئيس الحزب، ومعطيات جديدة ، ومتغيرات دولية، وانهيار دول، وبعض الانجازات التي تحققت، عدت إلى السياسة من باب الاتحاد من أجل الجمهورية”. وتخلص الشيخة إلى القول” إنهم يعرفون أنه خلال النقاش طلبت أن يفهموا أني سأظل أنا، سأظل ضد ما أعتبره ضارا بمصلحة البلد، وسأبقى شريكا سياسيا له رأيه…..”.
وساءت علاقات الغرفة العليا بالبرلمان الموريتاني بالرئيس محمد ولد عبد العزيز والحزب الحاكم بعد رفض الغرفة تعديلات دستورية تقدم بها الرئيس وعبأ لها. وجاء القرار مفاجئا للرأي العام وللسلطة بالنظر إلى أنه للحزب الحاكم غالبية في مجلس الشيوخ.
وجاءت ردة فعل الرئيس الموريتاني غاضبة وصارمة حيث أعلن في مؤتمر صحفي أنه لن يترك 33 شيخا يختطفون البلد، وذهب إلى حد التشكيك في شرعية المجلس حيث قارن العدد بعدد المصوتين لصالح التعديلات في الجمعية الوطنية التي اعتبرها شرعية في حين قال إن المجلس منتهي الصلاحية. وأمر الرئيس بالاعداد لاستفتاء شعبي يريد من خلاله تمرير التعديلات. ولا يتفق فقهاء القانون الدستوري على مشروعية هذا الاستفتاء.
وتسمح التعديلات المقترحة بتغيير ألوان علم البلاد، وإلغاء محكمة العدل السامية، وإلغاء مجلس الشيوخ، وإنشاء مجالس إقليمية لم تتحدد طبيعتها بعد، لكن يبدي البعض قلقا من أن تشجع صراع القبائل والجماعات، فيما يقول أنصار السلطة إنها ستكون أداة تنمية. و واجه مشروع التعديلات الرفض في أوساط المعارضة، ولا ينال أيضا رضا قطاع واسع من النخبة المثقفة، لكن يعتقد متابعون أنه في مقدور السلطة تمرير التعديلات بغالبية أصوات المقترعين في حال عرضها في استفتاء.وهو أمر متوقع.