لا مشكلة بعد 28 نوفمبر!
ما كدت أسطر حرفا عن مشكلة “تحلل” التعليم الذي كان موجودا وذهاب ريحه… حتى كسعني هاتف من جنب الرئاسة يقول: أيها المتشائم الناظر فوق الكأس ارجع البصر وانظر إلى الكأس! كيف تلتفت إلى مشاكل التعليم، أو مصائب الصحة، أو مصاعب الفاقة، أو مهاوي العدالة، بل كيف تفكر بانحباس القطر وبرواجع القحط …
وأنت لا تفصلك إلا أيام معدودات عن رفع العلم الجديد وعزف النشيد الفريد؟! أما تعلم، يا هذا القشوري المغفل، أن اعتمادك على الظاهر وثقتك بالمظاهر، قد أعمياك عن جواهر الحقائق ومكنونات الدقائق… وهي أن نجاح جمهوريتك في “تحسين” علمها الوطني و”تغيير” نشيدها الوطني في ظرف سنة واحدة… هو إنجازٌ كوني شامل لا يضر معه شيء مما تخشاه، وتحقيقٌ أبدي لا ينفع بدونه شيء مما تذكره أو تتمناه؟! فإنك إن كنت الوطني الغيور على بلده ومصالح أمته، عليك أن تحمد هاتين الحسنيين كليهما، وتوقن أنهما أنفع وأجدى لهذا الشعب وفقرائه من أربعين خريفا ماطرا، وأعظم فائدة على مستقبله من وحدته، ومن إنقاذ التعليم، وإنفاذ القضاء، وتعميم الصحة، وإصلاح الطرق… الخ. وانظر ـ إن شئت التاريخ ـ فلم يستطع رئيس عسكري ولا مدني ولا بينهما مهما كانت وجاهة انقلابه… أن يبلغ فكره مناط هذين الإنجازين العظيمين، فضلا عن تحقيق ذلك فعلا وعملا… ألا فليتمجد القائد ولتسترح الحكومة وليرقص الشعب… رقصة الديك… حين يخنق خطان قانيان العلم، ويجلجل نشيد يقول: “نلبي أجل”! أجل…!!
محمد محفوظ أحمد