بكا ء الأوطان/ دقاهي ولد الشيخ سيديا
على ايقاع مآتم الجنائز الكنسية وصهيل خلجات النصرة بلازمة صرير أمعاء الجياع في مأتم الثوابت ،تحتفل بلاد المرابطين بطمس آخر معالم الهوية الإسلامية بإخراج فرعوني على مقصلة القيم .
أبدلنا خلاصة السلوك الاسلامي القح بمحفوظة نشاز لا تصلح لاسكات رضيع في حضن أمه مذعور ب(البحباح ).
قتلتها الغرابة على (التشبطن ،الامهار ،النيفارة ،الطبل ،ام ازغيبة ،والجمبرة،،،،،)المحفورة في الذائقة الجمعية لبلاد الملثمين .
استعير تعبيرا استطرده شيخنا وقدوتنا الى مقامات الصدق والثبات والنبل النضالي الرئيس احمد ولد داداه في مقام انبل واقدس وأعظم ،حين غص مجهشا على سجيته الطاهرة مكرسا ابداعية العملاق اسماعيل ولد محمد يحظيه في فن البكاء التي يقول في مطلعها مصورا ما يعرف شعبيا ب(القدة )
ضلت مخارجها الحروف فللأسى نوح عليك وللبكاء نحيب ،
عبر الزعيم بعد سطوة الامل التي حشت ايمانه بالله وحبه للوطن بعبارة من موروث التداول الحكامي في ثقافتنا الاصيلة قائلا،(هذا اظهر ماقط انخبط فيه سابق ،،،ظرك ).
اظن ان التصنيف الموسيقي والدلالي للنشيد الجديد يد خل في طائلة التعبير مجازا ،مع فارق الشخوص والازمان ،وذالك ما كتبه بحصافة مألوفة واسقاط وقائعي أخي بدال ولد سيدي ميله مؤخرا في تدوينة على جداريته .
أظن أن درهم الابداع ووظائف الإخضاع وفرامانات التكميم حشرت عبقريات الشعراء في زاوية التأطير الشكلي للنص مما افقده خاصيتين في نظري المتواضع تتصف بها الأناشيد الوطنية .
١: الملامسة العفوية للوجدان الجمعي من زاوية الشمولية .
في هذه الحالة حاولت وحدات هذا النشيد ان تستنطق الرمزية التاريخية للحركية الانتمائية لتيارات ما بعد حرب اكتوبر ،مما اخضعه لانحسارية مع ذاتية مناخ التعديل في الاصل .
٢ تنامي شحنة الحماس الخيالي الى تطاول على منطق اعلوم التطبيقية في زمن الكفر بالعلوم الانسانية ،حيث اشتمل على صور عجز العلم عنها مقدحة عقلية لا تصلح للتصدير ،(ماتنعت للبرانيين ) الانبات من الخصوصيات العلمية لكوكب الارض .
وهنا استسمح من أخي أيقونة زمانه معلمة النقد والتدوين والطرافة الدكتور الشيخ معاذ سيدي عبد الله ،في التجاسر على عرينه المستحق عن جدارة .
إلا أن تكون حركة السين مضغمة لتعليل قادم قد يسعفنا الرئيس المفوه محمد جميل منصور في ثنائيته الدلالية المألوفة بحركة استنباطية بعد انجلاء موسم التعصب المذهبي تحت اكراه التموقع وارشادية المعطيات .
إن تلحين النشيد في مصر التي نستحضرها في فلك رافضي الاستقلال وفي زمن بولسة الحكامة وعلمانية النكوص وكنسية الانتجاع تطاول كبير ليس على شريحة الفنانين فحسب بل على دلالة الاستقلال نفسه .
وظهرت بصمات ذالك واضحة على التلحين حيث اجتثت ابيات الرمزية الاسلامية والمقاوماتية .
سمعت محاولات تأطيرية من اهل الفن تحاول اسقاط اللحن على مقامات الموسيقى الوطنية والبظانية بالخصوص لم ترقى في نظري كمتطفل الى انتشال الموقف ،رغم تقديري لأهلها وخاصة الفنان المقتدر ،عال ولد دندني الذي عزف موائميته المتداولة وليته ما فعل ،فلا هو عزف هيبه ،ولا الراشقة ،وظل يكبح جماح عوده مختزلا (لرخاو) وكابتا (الشبح)باكراهات (اتعسري) حتى دل عليه في نظري
حس الشعره بيك استخليط # واخظ بين افقولك لرقاط
المرفق والباط الخبيط # واخظ بين المرفق والباط .
وحتى لا تأخذنا نبرة المعارضة بعيدا عن التطفل على هذا المجال الذي استسمح فيه الهامة الكبير ة بكل المقاييس
امام استفتي الشريف الحوضي ،شيخنا ولد حمادي الذي يعتبر اليوم الى جانب أختي واستاذتي (الفتاة) العملاقة
الوزيرة خذي بنت شيخنا ولد محمد لغظف ،
أقول لمن يحاولون تأطير هذه المعزوفة :
بصفة عامة كل الاصوات المنتظمة نسبية الرتابة يمكن ترنيمها في مقامات الموسيقى الموريتانية تقريبا ،وقديما سارت الركبان بتصنيفات غاية في الغرابة ترمز لفتوة المجتمع منها ان فلانا ،بقرته كذا تصيح في لعتيق مثلا ،،،الخ لكن هذا يدخل في اطار التربية التحفيزية للمجتمع .
أما بخصوص هذا النشيد فقد أطر له المرحوم المختار ولد الميداح في ابداعه لمقام استحدثه بين المقامين ،(ابيظ من هيب ،واقصر اعبار من ازراق ) استلهمه من تهجديات العباد وخاصة ،(لمرابطات )
أظن أن أستاذنا الفخر وفناننا الذي يصف نفسه زهدا ان لم أقل شيئا آخر ،ب(الخايب) الاستاذ محمد ولد احمد ولد الميداح (دمب) يمتلك تأصيلا أكثر ،قد يمنعه اتقيدي من البوح.
رحم الله الوزير لمرابط سيدي محمود ولد الشيخ احمد الذي اشرف على انتاج محمدة الأحكام العسكرية نشيد الكتاب الذي استطرده هنا لمراعاته التنوع وعالمية المسيقى واصالة الطابع .
لم يكن الفنان يوما في تاريخ هذه البلاد محل ازدراء ولا نفور من أي كان وشواهد تفنيد المزحة التربوية (لمرابط ماه صاحب ايقيو) كثيرة منذ بزوغ فجر التدنيت في المنكب القصي على تعبير العملاق ايقونة هذا الفضاء بلا مكابرة xولدy
فهذا مثلا سيدنا ولد الشيخ سيديا في ابياته الشهيرة يتغنى بالفنان حم ولد نفرو ،وبعد ذالك اميي والبيضاوي وولد ادب ثم سيد احمد ولد الدي ومحمد الحنشي ولد محمد صالح وولد احمد مسكة وصولا الى أبي الوجدان الشعري الشاعر علما ،احمدو ولد عبد القادر وغيرهم كثير .ولكم في تسجيلات علامتنا الفخر الشيخ محمد الحسن ولد الددو خير برهان.
أما عن الفنان الكبير سيداتي ولد آبة (الداتي بوية ) فلا تنقصه الرتب ولا تزين صدره النياشين فقد عاصر اجيال التأسيس على فطرة وخيرت .
وهنا استحضرتني ابداعية حطيئة زمانه المختار ولد احمد لول الحديثة في زمن الجفاف
حد ابوخيرت ظرك ادام @ امقومها ذاك اتفقرش
هي مال اهاذو لعوام @ لا بد للمال امن الحش .
ورجوعا الى الداتي بعد الاعتراضية عطفا على متطفلي منابر المكارم ،
فقد غنى وتغنى بالوطن الموريتاني في كل أيامه المفصلية ولحن نشيده الوطني بعوده البدائي النوتات ،وكان من ادخل القيتارة على الموسيقى الموريتانية ونعم ما فعل ،اذ يتبارى اليوم لوليد ولد دندني ومحمد للدداه ولد اشويخ في انطاقهامفصحة ثنائية المخارج الحروفية بين المدرسة الكوفية والبصرية على اديم اللكنة الافريقية .
وان لم تكن له من المحامد غير ديمي فتلك تكفي جبا لكل شيء في معيار التغني بالوطن ،
فكم بكت وابكت .اي منا كتبت له غربة قسرية ولم تبكه حين تبكي مغردة ،نختر عن كل اوطان اوطاني موريتان .
رحم الله (اميليكته)ورحم جمال ولد الحسن ،كان من حظي أن كنت آخر من تسمعه في مستشفى الشيخ زايد بالرباط مغالبتها للوهن واستلاب لعبار وصفاء العقيدة كلمة الشهادة لحظات قبل وفاتها في لوحة تشاركية السبابة والبحة على جثامين المهمومين كدأبها ورجوعا الى عنواننا الاساس بكاء الاوطان فلن اركن للوحة الاندلسية الجاثمة على البصائر ولا يمكن ان اتجاهلها وانا الواقف على مرسا سفن ببكر بن عامر والشاهد على كتابة عقد ازلي بدماء الحدود تمثل طرفاه دلالة موقعه حيث مرج البحرين ،على حافة جزيرة (بوب تور ) انتج نسلا ضديا بين كريمات صنهاجة للحميريين النوبيين وغانيات فوتته لابطال تحرير الاندلس الصنهاجيين ظل نسك العناق الانصهاري الى اليوم عصيا على التعطيل .
ونتمثل استئناسا بابي البقاء الرندي في نونيته ،
لكل شيء اذا ماتم نقصان @فلا يغر بطيب العيش انسان
ونلج مباشرة لبكائية ابن عبدون شاعر بني الافطس التي احسن فيها النواح على دولتهم ،اذ يقول فيها
الدهريفجع بعد العين بالأثر@فما لبكاءعلى الأشباح والصور
انهاك أنهاك لا آلوك موعظة @عن نومة بين أنياب الليث والظفر
فلا يغرنك من دنياك نومتها @فماصناعة عينهاسوى السهر
تسر بالشيءلكن كي تغربه@كالأيم ثار الى الجاني من الزهر
والدهرحرب وان ابدى مسالمة@والسود والبيض مثل البيض والسمر .
قد تكون رواية الشاعر الكبير احمدو ولد عبد القادر (الاسماء المتغيرة)في رمزيتها التي شفرها ابنه الدكتور محمدو ولد احظانه في روايته (هجرة الظلال) تضمنت احالة لعلاقة اشتقاقية بين مجتمع البظان وبني الافطس من خلال انتربولوجيا التراث المسوسيقي ونحتية الايقاع الموشحاتي ،
لكن استنتاج هذه الرمزية وفك طلاسمها يتطلب استقراء خيال منينة ابلانشيه وعمق تطلع موسى ولد ابنو وعلم عبد الودود ولد الشيخ ومنهجية سيد احمد ولد امير وانسيابية الحسين ولد محنض قرنا كاملا من سفر الثالوث الله الوطن المواطن ،بعيدا عن غاز الشمال الروحي ونفط الشرق الفكري واستجمام الغرب السياسي.
ومن غريب انتجاعية التأمل عبر المسار الحكامي للمنكب القصي أن جل حركات الاصلاح التي عرفها قدمت من الجنوب قد يوفقني الله لمحادثة مع الوالد محمد محمود ولد ودادي على مائدة الطيب صالح عساني أجد لكم من معينه تفسيرا .والأغرب من هذا عكسية الاتجاه الانقلابي ،أهي حتمية التضاد ام ازلية الانتجاع تجسد رحلة الشتاء والصيف ؟؟؟؟
نقف مع ولد القصري في تأمليته الرائعة على اديم الاحبة في دار ابلقام جنوب بتلميت ،وريشته المرهفة لتسلقية الرمل على شواكل جبل تقانت ،ام نكتفي !!!!!
سانتشل من يتيمة ابن زريق البغدادي بيتها الملامس لوجداني رغم تباين الجغرافيا والعراقة وتطابقية المقصود وان اختلفت الشخوص ،واترنم به صامتا احاكي خليلي الفنان بياقي ولد نفرو ببحته الرخيمة في مقام سيني آزوازيل على امل الرجوع .
أستودع الله في بغداد لي قمرا # بالكرخ من فلك الازرار مطلعه.
رحم الله صوتا وهنا يخترق مجابات الاطباق منبعثا من معقل الانصات مناديا لمنبر التكريس في مركز التجلي تأخذك صدقيته عن تجليه وهوله عن استحسانه تتخلله حشرجة كأنها(لقو) يطلقه الدرويش اباه ولد انقذي من مسجد ابير التورس أيام سلوك التورس .
ايقاون فيهم الطلبة من فوق ،
في زمن التقصير التشغيلي انتجت حكامة الوطن العزيز قرارا يبدو انها تراجعت عن مؤداه واحتفظت بشكله ،
بما أنها عاجزة عن تكليف الشباب الموريتاني بمهام يقتات منها فإنها تجرده ، (دسنه)
وكأن أمننا يتمثلون قسرا دعابة الرجالة ولد الميداح شفاه الله مع صديقه المرحوم الطيب ولد ديدي في ثنائية التنافس بين الامن والشعب ،حيث يقول الامن على لسان الرجالة ،
جيتك يالطيب واحذيني#اعطيني تركي مايسال
طيني دراعه واعطيني#حول واعطيني سروال
ولسان حال الشعب يكرر قاف الطيب
هذا عام الجفاف امتين #واعطيني فيه اقبال اقبال
ماتنقال اتم افصل بين #ش ينقال اش ماينقال
حفظ الله موريتانيا ،لن نبكيها لبسالة شبابها في انتصارهم لقيمها ورفضهم لاستلابها .
سينجلي ليل التطاول بنور الانتصار لصاحب الانوار وياتي يوم التفاؤل على طاولة الحوار من اجل تبادل الادوار في سكينة ووقار .
مرة اخرى يتمثل خلجاتنا عملاق المخيال الشعري اسماعيل ولد محمد يحظيه في تطلعه لموت المنون نكاية حيث يقول ،
حتى م يقتلع المنون خيارنا # لم لا يموت الموت حين يشيب
أما انا فاتمثل في السياسة الكياسة وانصح الموالاة بتمعن نصيحة الكبير محمد يحظيه ولد ابريد الليل ،
واستحضر قولة مشهورة في ايام الملك اتمثلها دائما
(اربطو غير لا اتوعرو )
اللهم صل وسلم وبارك على قدوتنا وشفيعنا نبيك محمد وعلى آله وصحبه .
الى غد افضل
https://www.facebook.com/deggahi.cheikhsidiya?fref=nf
2 تعليقات