أنا ورؤسائي! ../تدوينة/ محمد محفوظ أحمد
لا أعتقد أنني قادر على تقبل العَلم الجديد ولا واثق في شرعيته. ومن ثم فإني أحتفظ لخاصة نفسي بالعلم الوطني. لكن لدي مشكلة أكبر وأقدم من هذا العلم وهي عدم الوثوق بشرعية جميع الرؤساء الانقلابيين.
لا أرى شرعية لمن نزا على السلطة بانقلاب عسكري، سواء ظل يلبس حلته ونياشينه أم خلعها ودعا الناس لانتخابه (في الواقع فأنا أكثر احتراما لمن ظل يلبسها ممن استخدمها لاغتصاب السلطة من سابقه ثم خلعها من أجل الاستمرار فيها باغتصاب إرادة الناخبين!). أجل، لم أستطع الاعتراف بالمرحوم ولد السالك رئيسا، ولا بولد لولي (رغم زهده فيها) رئيسا، ولا بولد هيداله رئيسا، ولا بولد الطائع رئيسا، ولا بولد عبد العزيز رئيسا (حفظهم الله). مع احترامي الكامل لهم جميعا ومحبتي لأشخاصهم وأسرهم… لكن رغم عملي في إعلام أكثرهم بالطريقة المعهودة، فلم أستطع في قرارة نفسي أن أعتبرهم يوما رؤساء “حقيقيين”!! وبالطبع فإن هذا لا يغير شيئا من رئاستهم التي يعترف لهم بها الآخرون، بل لا يجدون أجدر بها منهم…اقتناعا أو انتجاعا! لا تهمني النوايا ولا المزايا والمناقب الشخصية التي لا شك أن لكل واحد منهم نصيبا منها… فكل هؤلاء ضباط محترمون أفترض فيهم حب وطنهم وحب مصلحته… ولكنهم كانوا أشد حبا للسلطة التي أتوها من غير أبوابها ولم يخرجوا منها إلا إكراها! وما ذا عن المرحوم اعل ولد محمد فال؟ إنه مختلف تماما، استثناء! لقد قاد انقلابا عسكريا ولكنه لفترة انتقالية أزاحت انقلابيا “أبديا”، ومن ثم لم يكن له حكم الانقلاب ولا إثمه… بل إنه رسم تلك الصورة المشرقة التي ظهرت فيها بلادنا يوم 19/4/2007م عندما سلم السلطة لرئيس مدني منتخب، وانسحب إلى بيته بدون تردد ولا استقواء بأنصاره وخاصته الكثر في الجيش والأمن… والقبائل! أيضا لا اعتبار لما قد يقال عن نواياه وأهدافه، فالظاهر أولى بالتصديق؛ ولقد برهن على صدقه بنضاله السياسي ضد نظام يجله ويعتبره بمثابة الأب؛ كان بإمكانه أن يتبوأ فيه الدرجة والمنافع التي لا يبلغها غيره!