نخب كوارث ../ الشيخ سيدي عبد الله
محبط جدا تعامل أغلب النخب الوطنية عندنا مع الأنظمة ..
ومحبط جدا خضوع التشكيلات السياسية لسياسة الأمر الواقع ..
كل الملفات التي رفضناها وصعدنا العالم بالصراخ حولها وشيطنة كل من يقول بها .. كل تلك الملفات قبلناها في نهاية المطاف، وسلمنا بها، وربما دافعنا عنها ..
أنا لا أفهم كيف تقبل مؤسسة المعارضة رفع علم خلافي تم تزوير إرادة الموريتانيين في التصويت عليه …
ولا أفهم القبول بدستور غير توافقي ومزور الاعتماد …
لا أفهم تخلي القوى المعارضة عن الشيوخ وكيف لم يستثمروا حراكهم وشرعيتهم.
كل تصرفات ساستنا ونخبنا محبطة وقتل للوقت وحرب على الفراغ…
جميعنا نعرف أن الاستفتاء مزور وأنه اعتداء على إرادة الشعب ….
لماذا لا نتمسك بهذا الموقف حتى نفرض على النظام آلية أخرى للتعاطي .. ولا مشكلة أن يتم فيها تغيير النشيد أو العلم .. المهم أن يكون الأمر توافقيا وغير أحادي الرؤية.
لماذا نعطي للنظام والعالم الانطباع بأننا مجرد ظواهر صوتية موسمية، وأننا لا نشكل فارقا ولاهم يحزنون .. وبأن بَعضنا سيصبح من صقور النظام عاجلا أو آجلا..
نخبنا يضربون ثقتنا في السفينة السياسية كل يوم ..
في كل يوم يقفز أحدهم من السفينة في اتجاه النظام الذي أفنى عمره نقدا له ومعارضة..
لا أفهم لماذا تركتم الناس تقضي أغلب أعمارها في رفض قضايا سترحبون أنتم بها لاحقا وتعرفون الساعة التي ستفعلون فيها ذلك .
طبعا لا يمكنني أن أعمم فهناك رجالات ما زالت تؤمن بمعارضتها للنظام ولكنها أضحت مجرد محطة لمرور بعض بائعي المواقف .. يلتفون حولهم وعند أول انعطافة يتخلون عنهم ويبقى أولئك وحدهم تحت الشمس ..
شخصيا أشعر بإحباط كبير من تعاطي أغلب النخب .. كأن هاتفا يهتف بي : اغلق هذه الصفحة وعد إلى حروفك وبحوثك فليس في هذه الأرض ما يستحق الكفاح …
نخب كوارث ..
من صفحة لكاتب على الفيسبوك
